أقرّت الحكومة الجزائرية بعجزها في مواجهة مشاكل النفايات البلاستيكية وفرض استخدام الأكياس الورقية في المتاجر والمخابز بديلاً عن تلك البلاستيكية، التي بلغ عددها المستخدم سنوياً في الجزائر قرابة سبعة مليارات كيس، ما يتسبّب باستمرار في مشاكل بيئية.
وقالت وزيرة البيئة الجزائرية سامية موالفي، خلال جلسة استجواب في البرلمان، إنّ ظاهرة انتشار النفايات البلاستيكية باتت تشكّل خطراً على الطبيعة والمحيط، وتلحق أضراراً بالإطار المعيشي للمواطن. وأكّدت أنّ الجزائريين يستخدمون سنوياً ما بين ستة إلى سبعة مليارات كيس بلاستيكي، بمعدل 180 كيساً لكلّ جزائري.
وعبّرت الوزيرة الجزائرية عن قلقها من استمرار استخدام التجّار الأكياس البلاستيكية عند البيع، وقالت: "هذا النوع من الأكياس يحظى بشعبية كبيرة في الجزائر بسبب تكلفته المنخفضة للغاية، وخاصة الأكياس ذات الألوان الداكنة لأنها تحجب محتواها. لكن هذه الأكياس البلاستيكية، التي تستخدم مرة واحدة ويتم تصنيعها في بضع ثوان لتُستعمل في بضع دقائق، تستغرق فترة طويلة من الزمن للتحلّل في الطبيعة".
وأعلنت موالفي أنّ الحكومة وضعت استراتيجية لمحاربة ظاهرة استخدامها باعتماد نهج تدريجي لتقليل كمية الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتطوير بدائل صديقة للبيئة، حيث بادرت السلطات إلى طلب حذف نشاط إنشاء الأكياس البلاستيكية من قائمة الاستثمارات التي تعتمدها الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، وزيادة الضريبة على الكيلوغرامات المستوردة من الأكياس أو المنتجة محلياً.
وكشف تقرير حكومي، نُشر في شهر مارس/آذار الماضي، أنّ 17 في المائة من النفايات المنزلية في الجزائر هي من مادة البلاستيك، وهو ما يعادل 130 ألف طن سنوياً من الكمية السنوية للنفايات المنتجة على المستوى الوطني، من مجموع 13 مليوناً يخلّفها الجزائريون. وأضاف التقرير أنّ ما يعادل 60 إلى 80 في المائة من النفايات البلاستيكية تُرمى في الطبيعة وفي مياه البحر والوديان في الجزائر، وبالنظر إلى مكوناتها، فإنّ الأكياس البلاستيكية، ونظراً لخفة وزنها، تطير بسهولة وتلتصق بالأشجار وتغزو الأراضي، ما يشكل تلوثاً بصرياً.
وكانت الحكومة الجزائرية أصدرت قراراً، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، يقضي بمنع الاستخدام التام للأكياس السوداء ابتداءً من عام 2020. ويُلزم القرار وزارات الداخلية والتجارة والصناعة والبيئة والطاقات المتجددة، لكن الحكومة فشلت في تطبيقه، بعدما فشلت في إنتاج ما يقلّ عن 100 ألف كيس ورقي يوميا لتعويض أكياس البلاستيك، واستخدامها خاصة في المخابز. كما أخفقت الحكومة الجزائرية في تشجيع اقتصاد التدوير، على الرغم من إطلاق عدد من الشباب مؤسسات إنتاجية مختلفة، كانت ستوفر عدداً كبيراً من فرص العمل في البلاد، خاصة أنّ هناك طرقاً بسيطة لاحتواء النفايات البلاستيكية، مثل عمليات الطحن والتذويب والضخ، وكذلك إعادة التدوير، بما يسمح بتحويل مخلفات البلاستيك إلى مواد جديدة واستخدامها مواد لعزل المساحات وفي صناعة بلاط الأسقف وغيرها.