ارتفعت أعداد الحرائق في مناطق شمال غرب سورية بشكل ملحوظ مع ارتفاع درجات الحرارة مؤخراً، منها حرائق وقعت في المخيمات وأخرى طاولت الأحراش والغابات.
والتهمت النيران، أمس الخميس، نحو 25 دونماً في أحراش بلدة كاوركو بريف إدلب الشمالي، وقبلها بأيام اندلع حريق أيضاً في مخيم الحرش، ريف حلب الشمالي، وتمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة عليه دون تسجيل إصابات، لتكون المخيمات هي المناطق الأكثر عرضة للحرائق.
وأوضح عدنان سليمان، مدير مخيم آدم، لـ"العربي الجديد" أن سبب الحريق الذي اندلع في المخيم هو ماس كهربائي من لوح طاقة شمسية، أدى لاحتراق أول خيمة وامتد لباقي الخيام المجاورة بسبب الهواء والخيمة عبارة عن شوادر سريعة الاشتعال، ولم يصب أي شخص جراء الحريق.
وقال سليمان "تضررت أكثر من 20 خيمة تقيم فيها 16 عائلة، حيث احترقت بعض الخيم مع المحتويات بشكل كامل، وبعضها الآخر تضرر بشكل جزئي، وقامت بعض المنظمات بالاستجابة السريعة للمتضررين فمنهم من قدم خيماً ومحتويات للخيمة، ومنهم سلل غذائية وسلل مأوى ومواد غير غذائية، ومنهم من عوض بمبالغ مالية، وقدم أحد المتبرعين بشكل شخصي غرفاً اسمنتية بسقف عازل مطري للعائلات المتضررة".
ومن العوامل التي تساعد على اشتعال الخيام وصعوبة السيطرة على أي حريق فيها، نوعية المواد التي تصنع منها الخيام، مع اعتماد الأهالي على الأقمشة والشوادر البلاستيكية سريعة التأثر بالحرارة والاشتعال، ومن عوامل صعوبة السيطرة على الحرائق في المخيمات بعدها عن مراكز الدفاع المدني، وصعوبة وصول سيارات الإطفاء إليها لاسيما المخيمات العشوائية، التي تقع في مناطق جبلية وعرة غير مجهزة بطرق للوصول لها.
ومن النصائح التي قدمها الدفاع المدني ترك مسافة بين الخيام قدر المستطاع، مع توخي الحذر عند اشتعال النيران قرب الخيام ومنع الأطفال من العبث بمصادر النيران، والانتباه من عدم انكشاف أسلاك الكهرباء المخصصة لربط الإنارة بالبطاريات لمنع حدوث أي تماس كهربائي.
وفي يونيو/ حزيران، توفي طفلان لعائلة نازحة من ريف حمص الشمالي، تقيم في مخيم للنازحين في بلدة كفرلوسين، وذكر الخمسيني عمار، وهو قريب للعائلة، أن الحريق نتج عن احتراق سببه الزيت نشب بجرة غاز صغيرة داخل الخيمة، حيث امتدت النيران داخلها، متسببة بوفاة الطفل محمد الذي لم يتجاوز الخامسة من العمر وشقيقته فاتن عبد الكريم الطالب، أما الأم أصيبت بحروق طفيفة، بينما أصيب والد الطفلين بحروق خطيرة نقل على إثرها لمشفى متخصص بعلاج الحروق في مدينة أضنة التركية، وبقيت طفلة نجت من الحريق حالياً برعاية شقيق والدها، حيث توفي الأب بعد أيام أيضاً. العائلة نازحة من ريف حمص الشمالي من بلدة الطيبة الغربية بمنطقة الحولة، التي سيطرت عليها قوات النظام في مايو/ أيار 2018، بعد اتفاق تم على إثره تهجير رافضي المصالحة مع النظام السوري لمنطقة شمال سورية.
وفي آخر إحصائية صدرت عنه، قال الدفاع المدني أن فرقه أخمدت منذ مطلع العام الحالي حتى نهاية يوليو/ تموز 1475 حريقاً في مناطق شمال غرب سورية، منها 110 حرائق في مخيمات النازحين، و450 حريقاً في الحقول الزراعية، بالإضافة لـ75 حريقاً في الأحراش والغابات، كما تسببت الحرائق بوفاة 16 شخصاً وإصابة 161 آخرين.