حدّدت الحكومة الجزائرية تاريخ 19 سبتمبر/ أيلول الجاري موعداً للدخول المدرسي الجديد، بعد فترة من الغموض والقلق وسط أولياء الأمور، بسبب إحجام السلطات عن كشف تاريخ العودة المدرسية.
وأعلنت وزارة التربية الليلة الماضية عن قرار يُحدّد 19 من الشهر الجاري لعودة التلاميذ، بعد أن كان المعلمون والأساتذة قد عادوا إلى المؤسسات التربوية في 3 من الشهر الجاري، فيما التحق الموظفون الإداريون في 27 أغسطس/ آب الماضي.
وهذه المرة الأولى التي يحدث فيها تأخير الإعلان عن موعد الدخول المدرسي في الجزائر، ما أثار جدلاً كبيراً لدى النقابات والأولياء، خاصة وأن تحديد تاريخ العودة المدرسية يسمح للعائلات ببرمجة تحركاتها وإنهاء عطلها وضبط أسفارها في الداخل والخارج.
ولم تقدم السلطات أية تبريرات مقنعة حول دواعي هذا التأخير في تحديد موعد الدخول المدرسي، إذ رفض وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، الأحد الماضي خلال إشرافه على عودة المعلمين، الردّ على سؤال صحافي حول المسألة، واكتفى بالقول إن الوزارة تركز على تنظيم عودة المعلمين، على أن يكون الحديث عن موعد عودة التلاميذ في حينه.
ويؤشر تصريح الوزير إلى أن مشكلات تكون قد حدثت فيما يخص توزيع المعلمين وخريطة الفرق البيداغوجية المشرفة على التعليم، وهو ما فرض على السلطات الانتظار إلى غاية ضمان وإنهاء ضبط هذه الخريطة، واستكمال تجهيز كافة المؤسسات التعليمية للإعلان عن تاريخ العودة المدرسية.
وقال الخبير في المجال التربوي عبد القادر بودريم لـ"العربي الجديد": "بلا شك هناك مشكلة في تسيير العام الدراسي، فالتأخر في الإعلان عن موعد الدخول المدرسي، وإن كان يبدو مسألة شكلية، لكنه يعطي مؤشرا بأن السلطات المشرفة على القطاع تواجه مشكلات تنظيمية، لأن هذا يمثل سابقة، حيث كان الجميع يعلم موعد الدخول المدرسي قبل فترة طويلة، ومثل هذا التأخر يؤثر على التزامات العائلات وترتيب تحركاتها".
وفي السياق، بدأت اليوم الثلاثاء عملية إيداع ملفات توظيف أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي، لتدعيم الفرق البيداغوجية وتغطية كامل المؤسسات التعليمية في البلاد، بما فيها المدارس التي ستفتح للمرة الأولى خلال هذا العام، إذ شرعت وزارة التربية في استقبال ملفات المشرحين من خريجي الجامعات الراغبين في المشاركة، شرط أن يكونوا حاصلين على شهادة الإجازة "ليسانس" بالنظام القديم، أو ماستر بالنظام الجديد.
وتحضيراً للدخول المدرسي، بادرت وزارة التجارة إلى تنظيم 87 معرضا تجاريا، خاصا بالأدوات والمستلزمات المدرسية والملابس والمآزر، في كل الولايات والبلديات، للسماح للعائلات باقتناء مستلزمات أبنائها بأسعار معقولة. كما افتتح اليوم الثلاثاء، في العاصمة الجزائرية، أكبر معرض للأدوات المدرسية والكتاب التعليمي في دورته الثانية، ويمتد حتى 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، وتشارك فيه مدارس معتمدة تقوم بقديم دروس الدعم وتعليم اللغات الأجنبية.