استمع إلى الملخص
- **أهمية الأشجار**: القصاصات توضح دور الأشجار في تلطيف الأجواء، هطول الأمطار، وتوفير الأخشاب، وتؤكد على ضرورة استعادة الغابات وزراعة المزيد من الأشجار.
- **مبادرة الزراعة**: الطلاب يزرعون ثلاث شتلات في المدرسة، المنزل، والشارع، مع متابعة الخبراء، وتقييم نمو الأشجار كجزء من التحصيل الدراسي.
قبل خمسة أعوام وقف معلم مادة البيئة وسط طلابه في المدرسة الريفية، ليقول لهم: "اليوم سنبدأ في سداد الديون البيئية". ولما بدت الحيرة على الوجوه، أضاف: "ما نستنشقه من هواء هو عطاء بمثابة دين بيئي علينا أن ندفع ثمنه، لن ندفعه أموالاً، فالبيئة لا تحتاج منا سوى الأفعال. اليوم يمكننا أن نبدأ فعلاً يساهم في تنقية الأجواء، وإضافة المزيد من الأوكسجين إلى الجو".
وزّع قصاصات صغيرة عليهم، ومنحهم دقائق محدودة لقراءتها، وتداولها فيما بينهم، وطلب أن يختار كلٌّ منهم إحداها ليقرأها على الجميع.
استهل القصاصة الأولى بتعريف الديون البيئية بأنها مجموع الآثار البيئية الناجمة عن استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور البيئة، وأنها دين مستحق للأجيال القادمة، وتحدثت القصاصة عن دور الأشجار في تلطيف الأجواء، وذكرت أن علينا استعادة غاباتنا في كل مكان، وإن كان البعض لا يرى في الغابات سوى الأشجار التي تجلب الأموال عندما تتحوَّل إلى كتل خشبية، أو مساحات خصبة تصلح لزراعة المحاصيل النقدية، لكننا ندرك أنها نظام بيئي متكامل تصل التأثيرات السالبة للتعدّي عليه إلى مسافات بعيدة لا علاقة لها بالحدود السياسية والجغرافية، وأن الجمع بين زراعة الأشجار والمحاصيل، أو الإنتاج الحيواني، لا يمكنه منع التغير المناخي فحسب، بل سيخلق أيضاً مصادر للدخل، كما تورد منظمة الأغذية والزراعة الأممية "فاو".
وجاء في القصاصة الثانية أن ما تشربه من ماء نقي دين بيئي، علينا رده بالحفاظ على هذا المورد. ذلك لأن هناك علاقة وطيدة للأشجار بهطول الأمطار، وكأن الأشجار الكثيفة تسأل الله أن يمدها بالمياه لتبقى حية خضراء. من هنا، فالمدن كثيفة الأشجار، وكذلك الواحات، تكون في حالة مدد لا ينقطع من الأمطار، لذا يحرص الخبراء في مجال الزراعة على استنبات الأشجار حول المزارع.
وحول دور الأشجار في دعم البيئة، ذكرت القصاصة الثالثة أن ما نستخدمه من أخشاب للبناء، أو لصناعة الأثاث، أو توفير الطاقة دين بيئي لا يمكن تسديده إلا بزراعة المزيد من الأشجار. وتحدثت القصاصة الرابعة عن الظل، والخامسة عن العطاء الإلهي المتمثل بالمناظر الخلابة، والسادسة عن أنواع الأشجار المحلية.
بعد تداول تلك القصاصات تلقّى كل مشارك ثلاث شتلات ليزرع إحداها في فناء المدرسة، والثانية في بيته، والثالثة في شارع بيته. وأعلن المعلم أن لجنة من الخبراء ستتابع نمو تلك الأشجار، وأن إدارة المدرسة تلتزم إضافة التقييم إلى نتيجة التحصيل الدراسي، لأن المدرسة ليست محض قراءة وكتابة، بل سلوك قبل كل شيء.
تُرى ماذا ستكون النتيجة لو قامت كل مدرسة، أو واحدة من بين كل مائة مدرسة بمثل هذا الفعل؟