- المستوطن موكين، الذي ادعى الدفاع عن النفس، محتجز بانتظار محاكمته بتهمة القتل العمد، فيما تتأجل جلسات المحكمة مرارًا، وسط ترقب عائلة العمري للعدالة.
- قرية صندلة، مسرح الجريمة، تقع في سهل مرج ابن عامر وظلت تحت السيطرة الإسرائيلية منذ اتفاقية الهدنة عام 1949، مع بقاء سكانها الفلسطينيين متمسكين بأرضهم.
قبل عام، في السادس من مايو/ أيار 2023، استشهد الشاب الفلسطيني ديار العمري وقد أطلق النار عليه مستوطن إسرائيلي. وبمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاده، دعت عائلة الشهيد إلى وقفة في المناسبة بساحة مسجد قرية صندلة في الداخل الفلسطيني، بعد صلاة المغرب غداً الثلاثاء. وكان الشهيد قد شُيّع في السابع من مايو، في اليوم التالي للجريمة، بمشاركة حاشدة، وسط تنديد بجرائم المستوطنين وتغاضي المؤسسة الرسمية الإسرائيلية عنها.
وكان المستوطن الإسرائيلي الذي يُدعى دنيس موكين ويبلغ من العمر 32 عاماً، من مستوطنة غان نير الملاصقة لقرية صندلة، قد أطلق النار على الشاب البالغ من العمر 19 عاماً، في خلال شجار دار بينهما، فأرداه قتيلاً، وقد وثّق تسجيل فيديو عملية إطلاق النار. وادّعى المستوطن أنّه قتل ديار العمري "دفاعاً عن النفس"، علماً بأنّه جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي وقد خدم سابقاً في وحدة غولاني. وبعد مرور عام على استشهاد ابنها، تترقّب عائلة ديار العمري محاكمة قاتله، بعد تأجيل جلسات المحكمة مرّات عدّة، وذلك بادّعاءات مختلفة.
وعن مصير ملف قتل ديار العمري على يد المستوطن الإسرائيلي، قال المحامي عمر خمايسي من مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان لـ"العربي الجديد"، إنّه "ما زال في أروقة المحاكم". وشرح أنّه "في ردّ من قبل الدفاع على لائحة الاتهام، كان استماع إلى شهود الدفاع؛ الأب والأم وعدد من رجال الشرطة. ثمّ توقّفت جلسات الاستماع إلى حين صدور التقرير النهائي عن معهد التشريح أبو كبير، إذ حصل تأخير بسبب الحرب (على قطاع غزة) والضغط القائم. وبالتالي أُجّلت جلسات، ومن المقرّر أن نستأنف جلسات الاستماع في بداية شهر يونيو/ حزيران المقبل". وبيّن خمايسي أنّ "القاتل ما زال معتقلاً إلى حين الانتهاء من الإجراءات القانونية".
يُذكر أنّ النيابة العامة الإسرائيلية كانت قد قدّمت لائحة اتهام في حقّ القاتل دنيس موكين بتهمة القتل العمد في حقّ ديار العمري في المحكمة المركزية في الناصرة، وذلك في 11 يونيو من العام الماضي، بعد نحو شهر من الجريمة. وقد نُفّذت وقفات احتجاجية في خلال جلسات محاكمة القاتل أمام محكمة الناصرة، دعت إليها عائلة الشهيد. وقد رفع المحتجّون صور ديار عمري ولافتات كُتب عليها "لن نغفر لن نسامح"، فيما هتفوا "لا لا نلين ونحن شعبك فلسطين" على سبيل المثال.
وقرية صندلة، بحسب موسوعة القرى الفلسطينية، تقع في سهل مرج ابن عامر إلى الشمال من مدينة جنين، على مسافة ثمانية كيلومترات عنها. وهذه القرية، التي تبلغ مساحتها 3249 دونماً، من بين القرى التي سُلّمت لإسرائيل بموجب اتفاقية الهدنة الموقّعة ما بين حكومتها والحكومة الأردنية في عام 1949. لم يغادرها أبناؤها الفلسطينيون، وقد ألحقتها السلطات الإسرائيلية إدارياً بلواء حيفا.