أعلنت السلطات الأمنية في العراق، اليوم السبت، إطاحة شبكة مختصة بتزوير الكتب الرسمية والهويات الحكومية، بعد متابعة وملاحقة استخبارية لها في العاصمة بغداد.
وتعد ظاهرة "التزوير" من أخطر الظواهر السلبية المتفشية بالعراق، إذ إن هناك مكاتب مختصة وأسواقا محددة تنشط بتنفيذها، ومنها "سوق مريدي" بمدينة الصدر في بغداد، وقد نفذت القوات الأمنية على مدى سنوات متتابعة حملات ملاحقة ومتابعة لمكاتب التزوير، وتمكنت من القبض على أعداد من المتورطين في هذه الشبكات، إلا أن ملاحقاتها لم تنه الظاهرة الخطيرة.
بغداد.. مركز نشاط لشبكات التزوير
واليوم السبت، ووفقا لبيان لوكالة الاستخبارات العراقية، فإن "قوة من مديرية مكافحة الجريمة المنظمة في جانب الرصافة من بغداد، حصلت على معلومات تفيد بوجود متهمين يقومون بعمليات تزوير كتب رسمية وهويات حكومية"، مبينا أنه "تم تشكيل فريق عمل استخباري ومتابعة ميدانية، وتم التأكد من صحة المعلومات وتحديد أماكن المتهمين".
وأضاف أنه "بعد استحصال الموافقات القضائية الأصولية، تم إلقاء القبض على جميع المتهمين والبالغ عددهم 4"، مشيراً إلى أنه "تم ضبط مبالغ مالية كبيرة بحوزتهم، وأجهزة إلكترونية يستخدمونها في عمليات التزوير، وقد اعترفوا صراحة بقيامهم بعمليات التزوير مقابل إيهام المواطنين وأخذ مبالغ مالية منهم". ووفقا للبيان "تمت إحالة المتهمين إلى الجهات القضائية".
من جهته، أكد ضابط في مديرية مكافحة الجريمة المنظمة أن "اعترافات شبكة سابقة أسهمت في توفر معلومات عن الشبكة الأخيرة التي جرت إطاحتها"، مبينا لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "التحقيقات والتعامل معها بمهنية وعمليات الملاحقة الأمنية حجمت بشكل كبير من نشاط شبكات التزوير، على الرغم من عدم إنهائها بشكل كامل".
السلطات الأمنية ألقت القبض على عدة شبكات مختصة بتزوير أختام الدوائر والمؤسسات الحكومية في بغداد
وأضاف أن "هناك جهدا استخباريا كبيرا يبذل في هذا الملف، خاصة أن عمليات التزوير أصبحت خطيرة وقد انتهكت الكثير من دوائر الدولة المدنية والأمنية، وأنها تزور كتبا رسمية وهويات لتلك الدوائر"، مشيرا إلى أن "المديرية حققت في العام الحالي خطوات جيدة بالملف، وقد أطاحت عدداً من الشبكات".
وأوضح المصدر أن "العاصمة بغداد تعد الأخطر بشبكات التزوير عن غيرها من المحافظات الأخرى، التي ترصد فيها شبكات تزوير بأعداد أقل من بغداد".
وفي الفترة الأخيرة، أعلنت السلطات الأمنية في العراق على نحو متتابع القبض على شبكات مختصة بتزوير أختام الدوائر والمؤسسات الحكومية، ومنها دوائر حساسة في الدولة، ما يؤشر إلى نشاط واسع لحركة التزوير في البلاد، وسط دعوات لوضع حد لهذا النشاط الخطير، الذي يهدد السلم المجتمعي.
يشار إلى أن الفساد المستشري في العراق تسبب بنشاط واسع لشبكات التزوير، ويلجأ الكثير من العراقيين إلى سوق التزوير عندما يحتاجون لأي وثيقة أو هويات شخصية أو حتى شهادات دراسية، فيما لم تستطع الحكومات المتعاقبة على البلد منذ 2003 إلى اليوم السيطرة على سوق التزوير.
وتسبب الوضع العام في البلاد بنشاط أنواع الجرائم، حيث تتفنن عصابات الجريمة المنظمة في عموم المحافظات بابتكار طرق مختلفة لتنفيذ جرائمها، مستغلة الظرف الأمني، وضعف المحاسبة الأمنية والقانونية.