تمكّنت فرق الإطفاء والدفاع المدني في الجزائر، مساء أمس الثلاثاء، من السيطرة الكاملة على حريقين كانا قد شبّا، منذ الأحد الماضي، في منطقة حمام قرقور بولاية سطيف شرقيّ البلاد، ما أدى إلى وفاة شخصين وإصابة 23 آخرين، وإتلاف مساحات غابية واسعة قُدّرت بـ150 هكتاراً.
ونجحت فرق الإطفاء في السيطرة على الحريقين، بفعل تجنيد إمكانات مادية وبشرية ضخمة تابعة لوحدات الدفاع المدني، وبإسناد من قوات الجيش واستخدام طائرة إطفاء كبيرة، كانت قد استأجرتها السلطات الجزائرية من روسيا.
ونجم عن الحريقين وفاة عسكريين كانا ضمن فرق الإسناد، شُيّع جثماناهما أمس الثلاثاء، فيما أصيب 23 آخرون بحروق وصعوبة في التنفس جراء تصاعد الدخان الكثيف، بينهم عون دفاع مدني أُسعِف إلى مستشفى الحروق الكبرى في العاصمة الجزائرية بواسطة طائرة عمودية.
وبحسب السلطات الجزائرية، التهم الحريقان منطقة أحراج وبساتين أشجار تين وزيتون وبلوط أخضر، بالإضافة إلى مساحات من أشجار الصنوبر الحلبي، قدرت مجموع مساحتها بأكثر من 150 هكتاراً من المساحات الغابية، إذ ساهمت الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة في اتساع رقعة النيران.
وتتزامن هذه الحرائق مع موجة حرّ قياسية تطاول عدداً من الولايات الجزائرية، شرقيّ البلاد وجنوبيّها.
وأعلنت مصالح الأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء، تسجيل درجات حرارة قياسية تصل إلى 49 درجة تحت الظل تدوم لغاية يوم غد الخميس، وتشمل ولايات برج باجي مختار وأدرار وورقلة وتيميمون جنوبيّ البلاد.
وتُبدي السلطات الجزائرية استعداداً مبكراً هذا العام ضد الحرائق، إذ استأجرت طائرة روسية كبيرة الحجم مخصصة للإطفاء، وطلب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من الحكومة بدء التفاوض لشراء ثلاث طائرات إطفاء، بدافع تجنب تكرار الحرائق المهولة وغير المسبوقة التي شهدتها البلاد العام الماضي، وشملت 16 ولاية، وخاصة في منطقة القبائل، التي أتلفت بحسب التقارير الرسمية، أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات، والمحاصيل الزراعية وأشجار الزيتون التي تعرف بها المنطقة، ودمرت المئات من المنازل.