يجد السوريون من أبناء مناطق شمال شرق البلاد الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، والمقيمون في دول أوروبية، في عطلة العيد فرصة لهم لزيارة الأهل والأقارب بعد سنوات من الغياب والانقطاع عنهم في دول اللجوء. وتُمكّن جنسية الدول الأوروبية البعض من دخول سورية من دون عوائق.
قبل أيام، قدم عدنان محمد إلى مدينة القامشلي في ريف محافظة الحسكة، ويقول لـ"العربي الجديد": "أعيش في فنلندا منذ 10 سنوات، وأحمل بطاقة الإقامة الفنلندية. أستطيع التنقل في كافة الدول الأوروبية لكن يصعب علي القدوم بشكل رسمي إلى شمال شرق سورية والقامشلي تحديداً. نعد لاجئين في أوروبا ونتعرض للمساءلة في حال عودتنا إلى سورية باعتبار أننا لاجئين هربنا من النظام".
ويضيف أن الزيارة "فرصة لنا لنزور الأهل. لم يبق لي سوى والديّ وهما طاعنان في السن. قدمت إلى إقليم كردستان العراق ومن هناك دخلت اعتماداً على الهوية السورية من دون استخدام التأشيرة، وأُعتبر مقيماً في إقليم كردستان العراق لكن لا يمكن لي إخبارهم بأنني كنت في سورية. أحب قضاء العيد مع الأهل. هنا مسقط رأسنا ونحاول أن نساعد العائلة والأصدقاء قدر الإمكان. أنا سعيد جداً بالزيارة إلى سورية ويحزنني الوضع الحالي في ظل سوء الخدمات وغياب الكهرباء وغير ذلك".
أما مهيار عيسى، الذي يعيش في ألمانيا منذ سنوات، فلم يكن في السابق قادراً على زيارة الأهل والأقارب، ويقول لـ"العربي الجديد": "أعيش في ألمانيا منذ قرابة 15 عاماً. وأنا مطلوب للخدمة العسكرية الإلزامية. أنا هنا لزيارة إخوتي وأخواتي الذين تزوجوا وأصبح لديهم أطفال لم أرهم أبداً. أحن إلى البلدة والأصدقاء والأحياء التي عشت فيها".
بدوره، يقول كريم حسن، الذي يقيم في السويد، لـ"العربي الجديد": "أعيش منذ سنوات في السويد ودائماً هناك دوافع لزيارة البلد. بعض الأصدقاء يزورون الأقارب والعائلة والبعض يأتي بسبب موت أحد الأشخاص. سبب الزيارة الآن هو قدوم العيد. يرغب البعض بمحاولة تعويض ما فاته لأننا خسرنا الكثير. وبعد سنوات من العمل في أوروبا نأتي لاستعادة ما خسرناه، ويحاول البعض العمل في بعض المشاريع الاستثمارية".
وزيارة الأهل في عطلة العيد بعد سنوات من اللجوء إلى هولندا هي فرصة سارة حميد لعقد قرانها، كون خطبتها من ابن عمّها طالت بسبب اللجوء، وتقول لـ"العربي الجديد": "خرجت مع عائلتي منذ سنوات عن طريق السماسرة والمهربين في أوروبا، ونقيم في هولندا. تعلمنا اللغة والبعض منا يعمل والبعض الآخر يعيش على المساعدات الحكومية. لم نندمج كلياً في المجتمع الهولندي وخصوصاً نحن الفتيات. سأحاول العمل لاستخلاص أوراق لم الشمل وأخذ خطيبي إلى هولندا".
وتتيح السلطات في إقليم كردستان العراق للسوريين ممن يحملون إقامات في دول أوروبية أو جنسيات من دخول الأراضي السورية. وتعد الإجراءات ميسرة ولا تعيق دخولهم أو زيارة أقاربهم.