عبّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدوس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الجمعة، عن قلق بالغ من تأثير الانهيار الاقتصادي في لبنان والأزمات المتعددة على اللبنانيين، مشيراً إلى أنّ هجرة الأدمغة من بين العاملين في القطاع الصحي في البلاد مقلقة خصوصاً.
وجاء كلام غيبريسوس بعد اجتماعات عقدها مع مسؤولين لبنانيين بارزين وزيارات إلى منشآت صحية وعيادات في خلال اليومَين الماضيَين. وقال إنّ الدولة التي يقطنها نحو ستّة ملايين نسمة، من بينهم أكثر من مليون لاجئ سوري، تحتاج إلى دعم طوارئ وتنمية للتعامل مع نقص الأدوية والوقود والمشكلات الهيكلية كهجرة العاملين في الطبّ. وأوضح غيبريسوس أنّ هجرة العقول تحرم البلاد التي كانت ذات يوم مركزاً طبياً للمنطقة، من موارد بشرية مهمة.
LIVE: Media briefing with Dr Tedros from Lebanon https://t.co/N5aT21ZSdZ via @FacebookWatch
— WHO Lebanon (@WHOLebanon) September 17, 2021
واليوم الجمعة، تحدّث غيبريسوس إلى الصحافيين في مستودع الأدوية المركزي العائد للمنظمة والذي أعيد بناؤه في منطقة الكرنتينا شرقي بيروت، علماً أنّها من المناطق التي دُمّرت من جرّاء انفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من أغسطس/ آب 2020 والذي زاد من انهيار القطاع الصحي المتأزم بالفعل. يُذكر أنّ المستودع الذي كانت تُخزَّن فيه أدوية وإمدادات طبية، أُعيد بناؤه بمساعدة مانحين ومن خلال تبرّعات.
Met with medical syndicates in 🇱🇧. The shortage of supplies & health experts' migration remain main challenges. Life-saving surgeries are being cancelled due to fuel shortages. Each nurse covers almost 20 patients. We must support them! They are the lifeblood of health systems. pic.twitter.com/AkU2027iGW
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) September 17, 2021
وأشار غيبريسوس كذلك إلى أنّ لبنان لا يعاني فقط من أزمات مالية وسياسية إنمّا كذلك من تبعات انفجار المرفأ وأزمة كورونا. وأكّد: "هذا ثقيل. هذا ثقيل جداً. لا أدري إذا كان ثمّة بلد في مثل هذا الموقف، الأليم بحقّ".
وتفيد تقارير بأنّ آلاف الأطباء والممرّضين غادروا البلاد في خلال العام الماضي بحثاً عن فرص عمل في بلدان أخرى. وأوضح غيبريسوس أنّ "الممرّضين يرحلون والأطباء يرحلون. هذا خطر جداً وتأثيره سوف يستمر لأعوام عدّة مقبلة".
من جهتها، قالت مديرة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان شنقيطي إنّ المنظمة تساعد في جلب أدوية لمرضى السرطان والمصابين بحالات حرجة. وبما أنّها جزء من الأمم المتحدة، ساعدت المنظمة كذلك في تزويد عدد من المستشفيات بالوقود لمدّة شهرَين مقبلَين، حتى إيجاد حلّ أكثر استدامة لأزمة المحروقات والكهرباء. وأوضحت أنّ الأمر بمثابة "ضمادة جروح" فقط لضمان استمرار الخدمات، قائلة "مرة أخرى لا يمكن أن تحلّ الأمم المتحدة محلّ النظام نفسه".
وفي هذا الإطار، ذكر غيبريسوس أنّ المنظمة الأممية سوف ترسل فريقاً من الخبراء الفنيين لمساعدة الحكومة اللبنانية على إيجاد حلّ وتطوير خطة استراتيجية لإصلاح القطاع الصحي.
(أسوشييتد برس)