فتحت السلطات في منطقة شينجيانغ الواقعة غربي الصين بعض الأحياء في مدينة أورومتشي، عاصمة المنطقة، اليوم السبت، وذلك بعد أن نظم بعض السكان تظاهرات غير معتادة في وقت متأخر من الليل احتجاجاً على الإغلاق القاسي بالمدينة والذي استمر لأكثر من ثلاثة أشهر اتباعاً لسياسة "صفر كوفيد".
وتأججت الاحتجاجات العلنية بدافع الغضب بعد حريق نشب في مجمع سكني وأسفر عن مقتل 10 أشخاص، بحسب حصيلة القتلى الرسمية، إذ استغرقت فرق الطوارئ ثلاث ساعات لإخماد الحريق، وهو تأخير نسبه كثيرون إلى العراقيل الناجمة عن تدابير مكافحة فيروس كورونا.
وتعد الاحتجاجات، بالإضافة إلى الغضب العام عبر الإنترنت، أحدث دلالات على الإحباط إزاء نهج الصين الصارم للسيطرة على كوفيد 19، إذ ما زالت الصين الدولة الكبرى الوحيدة في العالم التي تجابه الجائحة من خلال الاختبارات الجماعية وعمليات الإغلاق.
ويعتقد كثيرون في أورومتشي أن هذه التدابير الصارمة ربما منعت السكان من الهروب من حريق يوم الجمعة، وأن الحصيلة الرسمية للقتلى أقل من الحقيقية. وهو ما نفاه مسؤولون قائلين إنه لم تكن هناك عوائق في المبنى وأنه سمح للسكان بالمغادرة.
وتفاقم الغضب بعد أن عقد مسؤولون في مدينة أورومتشي مؤتمراً صحافياً حول الحريق، إذ بدا وكأنهم يحملون سكان المبنى المسؤولية عن حالات الوفاة.
وأظهرت مقاطع مصورة للاحتجاجات أشخاصاً يرفعون العلم الصيني ويصيحون قائلين "افتحوا، انفتحوا".
وعلى الرغم من الرقابة الشديدة انتشرت المقاطع المصورة بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
غير أن هيئات الرقابة الصينية تمكنت من حذف الكثير منها بحلول السبت.
ولم يتسن للأسوشيتدبرس التحقق من جميع المقاطع المصورة بشكل مستقل، لكن اثنين من سكان أورومتشي - رفضا الكشف عن هويتيهما مخافة البطش - قالا إن احتجاجات واسعة النطاق حدثت ليل الجمعة. وقال أحدهما إن لديه أصدقاء شاركوا فيها.
(أسوشييتد برس)