اعتادت العائلات الجزائرية على تخصيص اليوم الثاني من عيد الفطر لزيارة المقابر، من أجل الترحّم على موتاهم وتفقّد قبورهم والاعتناء بها، وقراءة الفاتحة عن أرواح هؤلاء واستعادة ذكريات جميلة معهم.
في مقبرة سيدي عبد الرحمن الواقعة في بلدة أحمر العين بولاية تيبازة (غرب العاصمة الجزائر)، ازدحمت المقبرة التي تقع عند أطراف البلدة في صباح اليوم الثاني من العيد بالأفراد والعائلات. وهؤلاء الجزائريون قصدوا المقبرة إمّا بسياراتهم الخاصة وإمّا بحافلات صغيرة تتّسع للذين يقومون بزيارات جماعية، فيما تفضّل العائلات التي تسكن في القرى القريبة من المقبرة التوجّه إليها مشياً.
وتعمد عائلات الجزائر إلى تحضير الكسرة؛ خبز تقليدي يُصنع في المنزل، وتحمله معها لتوزّعه على قاصدي المقابر، كصدقة عن أرواح المتوفّين. كذلك تحمل أخرى التمر والحلوى أو طعاماً آخر لتوزيعها على الأطفال الذين يرافقون ذويهم. وتُعَدّ هذه المناسبة كذلك فرصة للقاء نساء تحول ظروفهنّ دون ذلك في الحياة اليومية.
ومن عادات الجزائريين في خلال زيارتهم المقابر ثاني أيام العيد الجلوس أمام قبر فقيدهم وقراءة الفاتحة، وتنظيفه من الحشائش، وحمل الماء لسقي أزهار خاصة تُغرَس فوقه في الغالب. كذلك يضع أشخاص أواني صغيرة فيها مياه وخبز وحبوب للطيور، صدقة عن أرواح من فقدوا.
بلقاسم حمية زار قبر والدته التي توفيت قبل فترة، اليوم السبت. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "زيارة المقابر في ثاني يوم العيد، والتي تقوم بها العائلات في الجزائر، هي عادة متوارثة لتكريم موتاها والترحّم عليهم"، مضيفاً أنّ العائلات "تكون قد زارت أقرباءها من الأحياء في اليوم الأوّل من العيد".
ويشير حمية إلى أنّ "ثمّة مقابر تعاني من مشكلة في تنظيم ممرّاتها الداخلية، خصوصاً تلك المرتبطة بالقبور القديمة التي لم تُحدَّد بمعالم معيّنة ولم تُدوَّن عليها أسماء أصحابها، فلا يعرفها إلا أهل الفقيد فحسب". ويتابع أنّ "العائلات الجزائرية راحت في الأعوام الأخيرة تبني قبور موتاها وتضع عليها شواهد من الرخام تدوِّن عليها أسماءهم وتاريخَي الميلاد والوفاة".
وبمناسبة العيد، تبادر جمعيات أهلية ومجموعات شبابية في بعض المدن والبلدات إلى تنظيف المقابر وتهيئتها قبل أيام من عيد الفطر، استعداداً لاستقبال العائلات وزائري المقابر، فتزيل الحشائش منها وتسوّي الممرّات في داخلها.