لا تزال العاصفة يونيس تجتاح، صباح السبت، شمال غرب أوروبا مع توقع هبوب رياح عاتية على السواحل الألمانية، مخلّفةً أضراراً مادية جسيمة وتسعة قتلى على الأقلّ.
وبدأت العاصفة في إيرلندا وضربت الجمعة جزءًا من بريطانيا ثمّ شمال فرنسا مروراً ببلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ قبل أن تصل إلى الدنمارك وألمانيا التي أُعلن الإنذار الأحمر في ثلثها الشمالي حتى صباح السبت.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية، إن "هناك خطر هبوب رياح عاتية بقوّة عاصفة عنيفة (مستوى 3 إلى 4). وتبلغ السرعة القصوى للرياح 100 إلى 115 كلم في الساعة". وحذّرت الهيئة من خطر سقوط أشجار أو أغصان وحتى انهيار أسطح.
وأضافت "يُرجى الابتعاد خصوصا عن المباني والأشجار والسقالات وخطوط التوتر العالي. تجنّبوا إذا أمكن البقاء في الخارج".
وتسببت هذه العاصفة بخراب عند مرورها وباضطرابات كبيرة.
وأُلغيت مئات رحلات الطيران والقطارات والعبارات في شمال غرب أوروبا جراء الرياح التي سببتها العاصفة يونيس وهي تضرب أوروبا بعد أقل من 48 ساعة من العاصفة دادلي التي أودت بستة أشخاص على الأقل في بولندا وألمانيا.
وسجّل حتى الساعة مصرع تسعة أشخاص جراء العاصفة يونيس.
وآخر وفاة أعلنتها الشرطة في ألمانيا كانت لسائق لقي حتفه جراء سقوط شجرة على سيارته في ألتنبورغ في ولاية شمال الراين فستفاليا.
في هولندا، قضى أربعة أشخاص بحسب خدمة الطوارئ الهولندية، جراء سقوط أشجار أو في حوادث. في لاهاي، تمّ إخلاء عشرات المنازل خشية انهيار جرس كنيسة.
ولقي رجل يبلغ 60 عاما حتفه في جنوب شرق إيرلندا، بحسب الشرطة.
في لندن، قُتلت امرأة في الثلاثين من عمرها بعد ظهر الجمعة عند سقوط شجرة على السيارة التي كانت فيها، وقتل رجل خمسيني قرب ليفربول (شمال غرب إنكلترا) بعد سقوط حطام على الزجاج الأمامي للسيارة التي كان يستقلها، وفقا للشرطة البريطانية.
🌬️ Strong winds are passing along southern coasts of the UK through Saturday, though this is a step down on the strengths seen throughout #StormEunice
— Met Office (@metoffice) February 19, 2022
⚠️ A Yellow Weather Warning for wind is in force as this may hamper some recovery efforts pic.twitter.com/0dDX9puPhk
في بلجيكا، قضى كندي يبلغ 79 عامًا كان يعيش على متن قارب في مرسى إبرس (غرب) بعد سقوطه في الماء أثناء محاولته استعادة أغراض تطايرت، بحسب ما أفادت الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس.
سرعة رياح تقارب 200 كلم/الساعة
في إنكلترا، بلغت سرعة الرياح 196 كلم في الساعة في جزيرة وايت، وهي ظاهرة غير مسبوقة في بريطانيا، في حين ضربت رياح بسرعة تفوق 110 كلم في الساعة مطار هيثرو بلندن.
ودعت مصلحة الأرصاد الجوية البريطانية، ملايين البريطانيين للبقاء في منازلهم بعد أن أصدرت مستوى إنذار أحمر هو الأعلى في جنوب غرب إنكلترا وجنوب ويلز وكذلك جنوب شرق البلاد بما في ذلك لندن. وهذه المرة الأولى التي توضع فيها العاصمة البريطانية عند مستوى التأهب هذا، منذ بدء تطبيق هذا النظام عام 2011.
في شمال فرنسا، أُصيب ستة أشخاص بجروح بالغة وعشرة آخرون بجروح طفيفة، في حوادث مرورية مرتبطة بالرياح أو انهيارات.
ويُخشى من أن تتسبب الرياح القوية وارتفاع الأمواج بفيضانات، كما أنه يُتوقع تساقط أمطار غزيرة السبت.
وذكرت شركة Cirium المتخصصة أن حركة العبارات عبر قناة المانش توقفت وألغيت أكثر من 400 رحلة جوية في المطارات البريطانية. وكذلك ألغت شركة "كا إل إم" أكثر من 200 رحلة انطلاقا من مطار سكيبول في أمستردام. وتأثرت حركة السير والقطارات أيضًا في دول عدة.
Read the latest from the @BBC on the disruption and flight cancellations from #StormEunice: "More than 400 flights from or within the UK cancelled, according to analytics firm Cirium."#UK #flights #travel https://t.co/0kUVkJepna
— Cirium (@cirium) February 18, 2022
في إيرلندا انقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 80 ألف منزل ظهر الجمعة، وفقًا لشبكة ESB المحلية.
في فرنسا، تسببت العاصفة في ارتفاع الأمواج لتسعة أمتار أحيانا في بريتاني (غرب)، وبرياح عاتية وصلت سرعتها إلى 176 كلم في الساعة في رأس غري نيه (شمال).
في حين أن تغير المناخ يُعزّز بشكل عام العوامل المناخية القصوى ويضاعفها، فهذا غير واضح بالنسبة للرياح والعواصف (باستثناء الأعاصير) التي يختلف عددها اختلافا كبيرا من سنة إلى أخرى.
ويُقدّر أحدث تقرير صادر عن خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة ونشر في آب/أغسطس، بدرجة منخفضة جدا من اليقين، أن التغير المناخي قد يكون زاد عدد العواصف في نصف الكرة الشمالي منذ ثمانينيات القرن الماضي.
(فرانس برس)