كشفت مديرية الدفاع المدني في العراق، تسجيل أكثر من 14 ألف حريق في البلاد منذ بداية العام الحالي 2023 حتى سبتمبر/ أيلول الماضي، مؤكدة تراجعاً بسيطاً بحوادث الحرائق، مقارنةً بالأعوام الماضية.
وعلى الرغم من تشخيص أسباب أغلب تلك الحرائق، التي تعود إلى البناء بألواح "الساندوتش بانل" (Sandwich panel) سريع الاشتعال، وعدم استقرار التيار الكهربائي، ونقص التزام شروط السلامة وقواعدها في البنايات، إلا أنّ الحال ما زال على ما هو عليه، وأنّ الجهات المسؤولة لم تتخذ أي إجراءات لمنع البناء المخالف للشروط، وهو ما يسبّب باستمرار حرائق جديدة.
ووفقاً لمدير قسم العلاقات والإعلام في المديرية، العميد جودت عبد الرحمن، فإنّ "تسجيل 14 ألف حريق في البلاد خلال الأشهر التسعة الماضية، يمثل انخفاضاً بنسبة الحرائق مقارنة بالأعوام الماضية يصل إلى نسبة 20%"، مبيناً، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية محلية، اليوم الخميس، أنّ "ذلك يعود إلى التزام أصحاب المحال التجارية والمنازل التعليمات الإرشادية الوقائية، إلى جانب حملات الكشف التي تقوم بها فرق المديرية".
وأوضح أنّ "المديرية تعمل بعد إقرار مجلس الوزراء تخصيص مبلغ 50 مليار دينار، منها 25 مليار دينار لغرض شراء عجلات إطفاء مع جميع معدّاتها، و25 مليار دينار لبناء 100 مركز للدفاع المدني في بغداد والمحافظات، على إعداد خطة لاستثمار تلك المبالغ خلال العام الحالي".
وأوضح أنّ "المديرية تُعَدّ المستجيب الأول لجميع الحوادث الطبيعية وغير الطبيعية، فضلاً عن حوادث الكوارث، وعليه فإن احتياجاتها متواصلة، ولا سيما في ظل التوسع السكاني وزيادة المشاريع التجارية والصناعية".
وشدد على أنّ "هناك ضغطاً كبيراً على مراكز الإطفاء، مع الحاجة الملحّة لإنشاء مراكز جديدة، فضلاً عن آليات متطورة تختصر الكثير من الوقت في عمليات مكافحة حوادث الحرائق، وتقنيات حديثة تخدم رجل الإطفاء"، لافتاً إلى "تسجيل المديرية أكثر من 14 ألف حادث حريق منذ بداية العام الحالي ولغاية سبتمبر/ أيلول الماضي".
وأشاد عبد الرحمن بـ"خطوة وزارة الداخلية المتمثلة بزجّ أعداد من العناصر الشابة من تعيينات العقود الجديدة التي تمتاز بالقابلية الجسمانية بعد تلقِّيها التدريبات اللازمة، خصوصاً أنّ هناك الكثير من أفراد المديرية، هم من كبار السن، وكان لا بد من رفدها بملاكات إضافية".
وكانت مديرية الدفاع المدني، قد أكدت، مطلع العام الجاري، أنّ عدد الوفيات جراء الحوادث التي شهدتها البلاد خلال ثلاث سنوات بلغت 855 شخصاً، محذرة من أنّ العام الجاري 2023 سيشهد المزيد من الحرائق، وستكون أبرزها في الأبنية الآيلة إلى الانهيار، وستزداد الخسائر إذا لم تُعالَج.
وطاولت تلك الحرائق مباني حكومية وأسواقاً ومولات وغيرها، ويُعَدّ حريقا مستشفى ابن الخطيب في بغداد، ومستشفى الحسين في ذي قار اللذان وقعا عام 2021 أخطر تلك الحرائق وأكبرها، وقد خلّفا مئات القتلى، والجرحى المرضى، والكوادر الطبية، والمراجعين.
وسبق أن أقرّت المديرية بصعوبة التحديات التي توجهها فرقها نتيجة الحوادث اليومية المختلفة التي تسجل في البلاد، مؤكدة أن هناك نقصاً كبيراً في كوادرها وآلياتها، وضعفاً عاماً في المؤسسة، فيما أشارت إلى أنّ إهمال المؤسسة يزيد من حجم مخاطر الحوادث اليومية.
ويُسجل العراق حرائق متكررة في المباني الحكومية وفي المنشآت الخاصة خلال فصل الصيف، لكن ارتفاع عددها في غير الموسم الصيفي يثير القلق حول الإجراءات الوقائية، التي تعهدت وزارة الداخلية باتخاذها قبل نحو عامين عقب سلسلة حرائق طاولت أسواقاً ومستشفيات كبرى ودوائر مختلفة، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.