استمع إلى الملخص
- أكدت وزارة الصحة العراقية على أهمية توفير مراكز علاج الإدمان في جميع المحافظات، مع التركيز على السرية والاهتمام الجيد لتشجيع المدمنين على العلاج.
- تواصل وزارة الداخلية جهودها في مكافحة تجارة المخدرات، حيث تمكنت من تفكيك شبكات دولية ومحلية وضبط كميات كبيرة من المخدرات، مما يساهم في تحجيم ظاهرة الإدمان.
سجلت مصحات معالجة الإدمان في العراق إقبالاً طوعياً ومتزايداً بهدف العلاج، بعد زيادة عددها في عموم المحافظات العراقية، في خطوة سعت الجهات المسؤولة في البلاد من خلالها إلى وضع حد للإدمان الذي تفشّى بشكل خطير في المجتمع خلال السنوات الأخيرة. ولجأت الحكومة العراقية أخيراً إلى إقامة مصحّات قسرية لمعالجة مدمني المخدرات في عدد من محافظات البلاد، في خطوة تهدف إلى معالجتهم بعد توقيفهم بدلاً من زجهم في السجون. وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها في البلاد، وقد واجهت صعوبات كثيرة في بداياتها. وكانت هذه المصحات قسرية بعدما أحجم معظم المدمنين، باستثناء أعداد قليلة جداً، على ارتيادها بسبب الخجل ونظرة المجتمع.
ويقول عضو لجنة الأمن البرلمانية النائب ياسر إسكندر إن "توسيع برامج معالجة المدمنين ونشر مصحات في كل المحافظات العراقية، مع اعتماد تجارب دولية وإقليمية، حقق نتائج إيجابية خلال فترة وجيزة"، مبيناً أن "من أهم النتائج المتحققة كسر حاجز الخوف ودفع المدمنين إلى الانخراط في برامج العلاج التي حققت نتائج إيجابية خلال أشهر معدودة، إذ إن معدل الإقبال على مصحات معالجة الإدمان زاد عن 50% خلال أربعة أشهر"، فيما "زاد الإقبال الطوعي على المصحات بنسبة 20%، وهذا يعكس تفاعلاً مهماً من خلال تأثير الأهل والمجتمع على المدمنين، ودفعهم إلى تغيير مجرى حياتهم من خلال الحصول على برامج علاجية مجانية ورعاية تساهم في إنقاذهم من مستنقع الإدمان والعودة إلى الحياة من جديد".
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر أن جميع المحافظات اليوم تضم على الأقل مركزاً أو ردهة لعلاج حالات الإدمان، وأن العاصمة بغداد تضم أكثر من مركز، وأن وزير الصحة أعلن البدء بإنشاء أكثر من مركز في المحافظات نظراً إلى الحاجة إلى زيادة أعدادها. وتتعامل مصحات معالجة الإدمان هذه مع المدمن باعتباره مريضاً يحتاج لرعاية صحية فقط، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وتُقدَّم الخدمة الصحية له حتى يتعافى ويغادر.
عوامل مساعدة للإقبال على مصحات معالجة الإدمان
الطبيب إحسان العطواني، العامل في إحدى تلك المصحات، يقول إن "الحفاظ على سرية معلومات المدمن وحالة الطمأنينة التي يشعر بها، فضلاً عن الاهتمام والعلاج الجيد، كلها عوامل ساهمت في الإقبال الطوعي عليها". ويبين لـ"العربي الجديد" أن "عامل الخجل كان يمنع المدمنين من اللجوء إلى هذه المراكز، وقد عملنا على تجاوز المشكلة بسرية المعلومات". ويشير إلى أن "نسبة كبيرة من المدمنين غادروا مصحات معالجة الإدمان بعد تلقيهم العلاج وتماثلهم للشفاء"، مؤكداً أن "تلك المصحات بمثابة مؤسسات إصلاحية وليست علاجية فقط، وتساهم بشكل واضح في تحجيم ظاهرة الإدمان". ويؤكد أن "وزارة الصحة مهتمة جداً بتأهيل تلك المصحات وتوسيعها".
ويجرى ذلك بموازاة استمرار جهود وزارة الداخلية العراقية بعمليات ملاحقة المتاجرين بالمخدرات والمتعاطين. وقد أطاحت في الأسبوع الأخير عدداً غير قليل منهم في العديد من مناطق البلاد، إذ جرى أمس الخميس القبض على متاجر بالمواد المخدرة في بغداد وضبطت بحوزته أكياس تحتوي على مادة الكريستال المخدرة وأدوات تعاط، كما جرى القبض على اثنين من تجار ومروجي المواد المخدرة في محافظة المثنى، وأُطيحت شبكة نسائية دولية للمتاجرة بالمخدرات في محافظة البصرة، أقصى جنوبي البلاد، تتكون من ثلاث نساء من جنسيات أجنبية.
وسبق أن أعلنت الداخلية العراقية تفكّيك 20 شبكة دولية و204 محلية لتجارة المخدرات في العراق خلال عامين، وأن كمية المواد المخدرة المضبوطة خلال النصف الأول من 2024 تجاوزت طناً ونصف طن، بينما بلغت للمؤثرات العقلية خلال العامين الماضيين خمسة أطنان، وهو ما يعكس ارتفاعاً في نشاط الوزارة المتواصل لمحاربة آفة المخدرات.