أعلنت السلطات الصحية الرسمية في محافظة نينوى شمالي العراق، اليوم الخميس، عن حصيلة جديدة لضحايا حادثة حريق قاعة الأعراس في مدينة الحمدانية شرقي الموصل، مؤكدة استمرار نقل عدد جديد من المصابين إلى خارج البلاد للعلاج.
والأسبوع الماضي، شهدت مدينة الحمدانية، حريقاً اندلع في قاعة أعراس خلال إقامة حفل زفاف، تسبب في محاصرة الموجودين فيها، ومقتل وإصابة المئات منهم، وأعلنت بغداد حالة الحداد العام في البلاد، وفتح تحقيق في المأساة التي تندرج ضمن سلسلة حوادث دامية تتكرر في العراق بين وقت وآخر نتيجة ضعف إجراءات السلامة.
واليوم الخميس، أظهرت إحصائية جديدة صدرت عن دائرة صحة محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل (500 كيلومتر) شمالي العراق، ارتفاعاً جديداً في حصيلة الوفيات الناجمة عن حادثة حريق قاعة "الهيثم" للأعراس في مدينة الحمدانية، لتصل إلى 122 ضحية معظمهم من النساء والأطفال.
وتفيد الحصيلة الجديدة بمقتل 122 شخصاً، إلى جانب الاستعداد لنقل دفعة أخرى من المصابين للعلاج خارج البلاد. ولم تحدد الحصيلة الجديدة عدد المصابين الكلي، لكن مسؤولاً طبياً في مستشفى الموصل العام، قال لـ"العربي الجديد"، إنهم موزعون على عدة مستشفيات داخل العراق وخارجه، وهناك عدد منهم بحالة حرجة، ما يعني أنّ حالات الوفاة النهائية تتصاعد مرة أخرى"، مؤكداً خروج قسم منهم لمنازلهم، لكن الحالات الباقية مصنفة جميعاً أنها خطرة.
يشار إلى أنّ وزارة الداخلية العراقية عزت سبب حريق قاعة الهيثم في الحمدانية، إلى مصدر ناري لامس مواد سريعة الاشتعال، مشيرة في تحقيق لها إلى أنّ الحادث عرضي، ناجم عن "وجود أربعة أجهزة شُعلات نارية، وبحسب ما توصلت إليه اللجنة وشهود العيان، هي السبب الرئيسي لوقوع الحادث، وارتفعت النيران منها إلى أربعة أمتار نحو سقف القاعة لتتسبب في اندلاع الحريق"، وأكدت توقيف 9 أشخاص بمن فيهم مالك القاعة المنكوبة والعاملون في إدارتها.
والحمدانية، تُعرف أيضاً بأسماء مثل "قرقوش"، و"بغديدا"، وكان لحقها دمار كبير على أيدي تنظيم "داعش" الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق بين عامي 2014 و2017، لكنها عادت للحياة تدريجياً، رغم أن أكثر من 40% من المسيحيين في هذه المدينة لم يعودوا، بسبب سيطرة بعض الجماعات المسلحة عليها، والتي باتت قريبة من هيئة الحشد الشعبي، والأحزاب الموالية لإيران.