العراق: دورية عسكرية تقتل راعي أغنام لرفضه بيع شاة بسعر أقل

04 اغسطس 2022
وقع الحادث في بلدة أبو غريب غرب العاصمة بغداد (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر طبية عراقية إن مدنياً قُتل وأصيب خمسة آخرون نتيجة إطلاق نار من دورية عسكرية تابعة للجيش العراقي استهدفت راعي أغنام وأفرادا من أسرته في بلدة أبو غريب، 25 كيلو مترا غرب العاصمة بغداد، أمس الأربعاء، بسبب خلاف بين الضحية وضابط بالجيش على شاة رفض الراعي منحها له.

وأكد مسؤول أمني عراقي لـ"العربي الجديد" أن الحادث جاء على خلفية مشاجرة بين الضابط، الذي ضغط على راعي أغنام لأخذ شاة منه بسعر أقل من قيمتها في السوق بكثير، وبعد رفض الضحية ذلك حدثت مشادة كلامية بينهم دفعت الجنود والضابط لإطلاق النار، مبيناً أن الضابط وعناصر الدورية العسكرية التي معه تم احتجازهم داخل معسكر أمني في المدينة على ذمة التحقيق.

وظهر شقيق الضحية متحدثاً عبر تسجيلات مصورة مؤكداً أن "الضابط حاول شراء الخروف من أخي بسعر غير مقبول، ولم يتفق معه على السعر، ورد الضابط بأنه سيأخذه بالقوة رغماً عن (شاربه)"، مبيناً أن "أخي أخذ أغنامه وعاد الى المنزل، إلا أن الضابط ومعه قوة من الجيش تبعوا أخي الى المنزل، ودخلوا الى حديقة المنزل واعتدوا على أخي بالضرب وحاولوا اعتقاله، ووجه الضابط أمراً للجندي أن يقتلهم بالرصاص، ما تسبب بقتل أخي وإصابة 5 من عائلته".

وتسببت الجريمة بموجة غضب من قبل قبيلة القتيل وأهالي منطقته، الذين عبروا عن رفضهم استمرار الاستهتار بالدم العراقي.

النائب في البرلمان العراقي طلال الزوبعي، أكد أن الضابط كان يبتز أهالي البلدة، مبيناً في تصريح لعدد من وسائل الإعلام، إن "ما حدث هو جريمة لا تغتفر، قامت دورية من الجيش يقودها ملازم أول و6 جنود، بالاعتداء على منزل عائلة بسبب خلاف بسيط، بسبب تصرفات الضابط الذي يدعى (مصطفى)، الذي يقوم بابتزاز المواطنين بشكل مستمر وسلب أموالهم وأغنامهم"، مؤكداً "لا يمكن السكوت على هذه الجريمة، وأن قبيلة زوبع (التي ينتمي لها القتيل) تطالب بإعدام هؤلاء المجرمين".

من جهته، دعا الأمين العام للمشروع الوطني العراقي، جمال الضاري، الى التحقيق بالجريمة، وقال في تغريدة له، "على رئيس الوزراء تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية، وأن يتابع بشكل مباشر التحقيق بالجريمة البشعة التي ارتكبها عناصر قوة عسكرية في قرية أبو منيصير بقضاء أبو غريب"، مشددا "لن نرضى أبداً بتسويف القضية فدماء أهلنا ليست رخيصة ولا نقبل بالتعدي عليهم بغير وجه حق من أي جهة كانت".

ولم تصدر الجهات الأمنية أي توضيح رسمي بشأن الحادث حتى الآن، وهذا الانتهاك ليس الأول من نوعه الذي يتعرض له المواطنون، إذ إن حوادث كثيرة مشابهة سجلت في السنوات السابقة، سيما من قبل الفصائل المسلحة التي تعمل تحت مظلة "الحشد الشعبي"، وانتهت بتشكيل لجان تحقيقية وتم تسويف النتائج مع عدم وجود أي محاسبة قانونية.

المساهمون