قال مسؤول أمني عراقي في محافظة نينوى شمالي العراق، اليوم الخميس، إنّ عشرات العائلات العراقية دخلت البلاد قادمة من مخيم الهول السوري في محافظة الحسكة (شمال شرق)، واستقرت في مخيم الجدعة جنوب شرقي الموصل، ليلة أمس الأربعاء، ضمن برنامج العودة الطوعية الذي تقوم به بغداد لتسلّم رعاياها الموجودين في المخيم الذي تديره مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
يأتي هذا بعد أقل من شهر على إعلان الحكومة العراقية مضيها في مهمة تفكيك مخيم الهول السوري الواقع على بعد 13 كيلومتراً عن حدودها الدولية من جهة محافظة نينوى، واصفة المخيم بأنه "قنبلة موقوتة"، واعتبرت بيئة المخيم بأنها تساعد على التطرف. كما دعت الدول الأخرى العمل على تسلم رعاياها بأسرع وقت ممكن.
واليوم الخميس، كشف مسؤول عسكري في قيادة عمليات نينوى التابعة للجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، عن وصول ما لا يقل عن 170 عائلة عراقية من عراقيي مخيم الهول، قائلاً إنّه "تم نقلهم بحافلات كبيرة ترافقها قوات الجيش وعبرت منفذ اليعربية بين العراق وسورية، وصولاً إلى مخيم الجدعة الذي يمثل محطة انتقالية لتلك العائلات قبل أن يتم إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية"، وفقاً لقوله.
وأكد المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ العائلات ستبقى ما لا يقل عن 6 أشهر لخضوعها إلى برامج تأهيل نفسي وثقافي واجتماعي، كما سيتلقى الأطفال رعاية خاصة بهم.
في السياق، نقلت منصات إخبارية عراقية محلية عن مسؤول محلي في محافظة نينوى، قوله إنّ مجموع عدد أفراد العائلات التي وصلت يبلغ نحو 635 شخصاً، موزعين على 174 عائلة، مؤكداً أنّ عملية الإعادة تمت بالتنسيق مع عدة جهات حكومية عراقية. فيما بثت مواقع أخرى مشاهد لأولى لحظات وصول تلك العائلات.
من جانبه، قال الناشط الحقوقي وعضو منظمة وهج الموصل أحمد الحسن، لـ"العربي الجديد"، إنّ عمليات إعادة العائلات تجري بشكل منظم، ووفقاً للقدرة الاستيعابية لمخيم الجدعة في الموصل، إلى جانب التدقيق الأمني الذي يخضع له أفراد العائلات للتأكد من عدم وجود مشاكل قانونية، أو أمنية معهم داخل العراق، مبيناً أن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن هي الوسيط بين العراق وقوات "قسد" فيما يتعلق بالتفاهمات على تسلم العائلات العراقية تدريجياً.
وأوضح المسؤول أن هذه الدفعة هي رقم 11 التي تعاد من المخيم خلال العامين الماضيين، بواقع يصل إلى 6 آلاف فرد أغلبهم نساء وأطفال.
والشهر الماضي، عقد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، سلسلة لقاءات مع سفراء دول أجنبية وعربية في بغداد، حثهم فيها على ضرورة استعادة رعاياهم من داخل المخيم، الذي وصفه بأنه بات "خطراً على المنطقة".
كما وصف الأعرجي المخيم بأنه "قنبلة موقوتة، نعمل على تفكيكها"، مشيراً إلى أن من بين الموجودين في المخيم "أكثر من 20 ألف شخص دون سن 18 عاماً".
وشدّد على أن "الأطفال والكثير من النساء هم ضحايا، وفي مجتمعاتنا الشرقية الزوجة تتبع زوجها، والأطفال لا علاقة لهم بالقصة أصلاً"، لافتاً إلى أن العراقيين "واجهوا الإرهاب وبالتالي هناك مخلفات للإرهاب يعمل العراق على تسويتها، وكل عراقي موجود خارج العراق، هو ابن هذا البلد، والحكومة تسعى للمحافظة عليه وحمايته، وفي بعض الأحيان نقوم بحمايته من نفسه حتى لا يكون لديه فكر متطرف يقتل نفسه والآخرين، لهذا كان قرار الحكومة العراقية، من خلال تضافر جهود الجميع، ولجنة مشكلة من رئيس الوزراء، باستقبال العوائل".
ويضم مخيم الهول نحو 7 آلاف عائلة عراقية، إضافة إلى ما يقارب هذا العدد من السوريين، وأكثر من 10 آلاف من نحو 20 جنسية مختلفة، وهذا المخيم يبعد عن الحدود العراقية – السورية نحو 13 كيلومتراً فقط.
وتعرّض ملف إعادة العائلات العراقية من مخيم الهول السوري لحملات إعلامية ورفض وضغوط من قبل الفصائل المسلحة الحليفة لإيران والأحزاب المرتبطة بها في العراق، إذ وجهت اتهامات لتلك العائلات بالارتباط بتنظيم "داعش"، ولا تُعَدّ العائلات التي تُعاد من مخيم الهول، جميعها من العائلات المحسوبة على ما يعرف في العراق بـ"عوائل داعش"، إذ أكدت السلطات العراقية أن هناك منها أسرا نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.