في إطار مساعي السلطات العراقية المتواصلة لتوسيع حملات التحصين في البلاد ضد كوفيد-19، بهدف تطويق فيروس كورونا الجديد الذي ما زال يتسبّب في أعداد مرتفعة من الإصابات والوفيات في العراق، قررت وزارة الصحة اللجوء إلى خطة جديدة من خلال نشر فرق صحية جوّالة للتنقّل بين الدوائر الحكومية والمؤسسات الخدمية وكذلك في المناطق السكنية لتزويد الناس باللقاحات المضادة لكوفيد-19.
وتُعَدّ تجربة العيادات المتنقلة الأولى من نوعها في البلاد، وقد جاءت بعد تراجع ملحوظ في أعداد الأشخاص متلقّي اللقاح خلال الأيام الأخيرة، في وقت يستمر تحذير الجهات الصحية من أنّ العراق ما زال في دائرة خطر تفشّي الوباء.
ووفقاً لمدير الصحة العامة في الوزارة رياض عبد الأمير، فإنّ مجلس الوزراء وافق خلال جلسته التي عُقدت الثلاثاء الماضي على خطة بشأن اللقاحات، مبيّناً في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) أنّ هذه الخطة تتضمن زيادة المحصنين من خلال فرق التحصين في المراكز الصحية وكذلك في العيادات المتنقلة. وأوضح عبد الأمير أنّ الوزارة شكّلت فرق تحصين للوزارات ومؤسسات الدولة، مشيراً إلى أنّ الاستراتيجية تتضمّن اختيار أماكن عامة لنشر فرق التحصين في حال عدم ارتفاع نسبة متلقّي اللقاحات. وأكّد أنّ الاستراتيجية تحتاج إلى تعاون الوزارات والمحافظين ومنظمات المجتمع المدني، وقد "طالبنا بدعم مجلس الوزراء الذي صوّت بالفعل على ذلك وتمّ تعميم الخطة إلى دوائر الصحة".
وفي هذا الإطار، تلقّى عدد من موظّفي وزارة التربية لقاحاتهم عبر العيادات المتنقلة، فأثنى مسؤولوها على التجربة. وقال الوكيل الفني لوزارة التربية، حسين صبري اللامي، إنّ حملة التحصين للفئات المشمولة جرت بانسيابية عالية وبحسب الأولويات التي حددتها وزارة الصحة. وأكد في بيان أنّ العمل مستمر حتى إتمام تحصين جميع المنتسبين وكسر سلسلة انتشار الوباء في البلاد. يُذكر أنّ وزير التربية علي حميد الدليمي دعا جميع الموظفين في الوزارة إلى ضرورة دعم الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لإنجاح عملية التحصين، والتي تهدف إلى تحقيق المناعة المجتمعية ضدّ كورونا، مثمّناً جهود وزارة الصحة.
ويرى موظفون أنّ عملية التحصين في الدوائر الحكومية عبر العيادات المتنقلة سوف تحقق نجاحاً، من خلال زيادة أعداد المحصّنين والحدّ من تفشّي الوباء. ويقول سعدون الصالح، الموظف في وزارة التربية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "كُثراً من موظفي الوزارة كانوا مترددين بتلقّي اللقاح، إلا أنّهم عادوا ليأخذوه بعدما شاهدوا إقبال زملائهم على العيادات المتنقلة". يضيف أنّ "التجربة سوف تحقق نجاحاً إذا استمرت، وسوف تساهم في زيادة أعداد المحصنين بشكل كبير".
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة وصول دفعة جديدة من لقاح "سينوفارم" الصيني إلى البلاد، وذكرت أنّه "تمّ تسلّم الشحنة التي تضم 500 ألف جرعة، بحضور القائم بالأعمال الصينىي جيان فانغنينغ والوفد المرافق"، مثمّنة "جهود الصين الصديقة وكافة الدول والجهات التي تقدّم الدعم لتجاوز أزمة كورونا".