قالت مصادر محلية في محافظة ديالى شرقي العراق، اليوم الخميس، إنّ ما لا يقل عن 110 عائللات نزحت من قرى عدّة، شمال شرقي مدينة بعقوبة مركز المحافظة، خوفاً من هجمات انتقامية تنفذّها فصائل مسلّحة، إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف قرية الرشاد الثلاثاء الماضي، وراح ضحيته 14 شخصاً وأصيب نحو 15 آخرين وتبنى تنظيم "داعش"، في بيان له المسؤولية عن الهجوم.
ونفّذت المليشيات سلسلة من الهجمات الانتقامية على قرية "نهر الإمام"، وقامت بعمليات إعدام طاولت حتى الآن 11 مدنياً، فضلاً عن حرق مستوصف صحي ومسجد و9 منازل، بالإضافة إلى سيارات وبساتين في القرية، قبل أن تضطر قوات الجيش إلى فرض حظر التجوّل في أجزاء واسعة من المحافظة، مساء أمس الأربعاء.
وأكدت مصادر محلية في ديالى لـ"العربي الجديد"، أنّ غالبية العائلات النازحة توجّهت إلى مناطق القاطون وبعقوبة، وبات كثير منهم داخل مساجد في تلك المناطق وسُمعت نداءات عبر بعض المساجد تطالب السكان بتوفير الأغطية والملابس لهم.
وقال مسؤول في المجلس المحلي السابق لبلدة القاطون لـ"العربي الجديد"، إنّ مجموع العائلات النازحة لا يقلّ عن 110، ولا يُعرف إن كان هناك آخرون نزحوا لمناطق أخرى بالمحافظة أو خارجها.
وأضاف أنّ "السكان النازحين تحدثوا عن ساعات صعبة مرّوا بها خلال هجوم المليشيات على قريتهم، وحالة الصدمة واضحة على وجوههم وخاصة الأطفال"، واتهم قوات الأمن بالعجز عن حماية المدنيين من هجمات المليشيات وإنفاذ القانون.
نزوح عشرات العوائل على خلفية #جريمة_المقدادية #المقدادية #ديالى #ديالى_تنزف #طائفيتكم_مانشتريها pic.twitter.com/PRiyGW9200
— معاذ السامرائي (@Alsamuri_Moaath) October 27, 2021
فيما ذكر، مدير ديوان "الوقف السني" في ديالى، قصي الخزرجي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية، أنّ العشرات من العائلات نزحت وجرى فتح المساجد والقاعات لإيوائهم مؤقتاً.
ودعا "الحكماء والعقلاء والحكومة العراقية إلى وقفة من أجل استتباب الأمن وعودة الحياة إلى طبيعتها". وأضاف أنّ "العوائل لا تزال تتوافد، ورسالتنا للمواطنين الاستمرار بتقديم الدعم للنازحين حتى نتمكن من السيطرة على الأعداد لحين رجوع العوائل إلى منازلها". من جانبه دعا زعيم تحالف "عزم"، خميس الخنجر، الحكومة للتدخل لوقف هجمات المليشيات على المدنيين، وقال الخنجر: "بنفس القوة التي نحارب فيها داعش وجرائمه، فإننا ندعو إلى ملاحقة المجرمين الذين أحرقوا عشرات المنازل وقتلوا الأطفال والشباب الأبرياء في قرية نهر الإمام وهجّروا أهلها، مهما كانت صفتهم وصفة من يقف خلفهم"، وختم بالقول إنّ "داعش والمليشيات وجهان لعملة واحدة".
بنفس القوة التي نحارب فيها داعش وجرائمه؛ فإننا ندعو إلى ملاحقة المجرمين الذين أحرقوا عشرات المنازل وقتلوا الأطفال والشباب الأبرياء في قرية #نهر_الإمام وهجروا أهلها، مهما كانت صفتهم وصفة من يقف خلفهم.
— خميس الخنجر (@khameskhanjar) October 27, 2021
داعش والمليشيات وجهان لعملة واحدة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لعمليات النزوح القسري للسكّان المحليين بسبب هجمات المليشيات في ديالى.
الآن
— عـــمـــــر 🇮🇶 (@omar__73) October 27, 2021
سيارات محملة بالمواد الغذائية والفرش
من بهرز الحبيبة
تدخل مدينة الكاطون
غرب بعقوبة لمساعدة النازحين من قرى المقدادية
كالجسد الواحد pic.twitter.com/7E3N3OJlHj
النازحين من قرى المقدادية والذين يسكنون احد الجوامع قدتم توزيعهم وتفريقهم باحياء ومناطق عديدة خوافاً من شن هجوم على الجامع لاستهدافهم فشكراً للغيارى من ابناء هذا الوطن .#ديالى_تنزف
— اثير (@Atheeraoune1987) October 27, 2021
العضو المراقب في المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية المستقلة بمحافظة ديالى، أحمد القيسي، قال لـ "العربي الجديد" إنّ موجة النزوح الجديدة في ديالى تبعث برسائل سلبية بشأن قدرة السلطات على إغلاق ملف النزوح، لا سيما أنها جاءت بعد أشهر قليلة على موجة نزوح عكسية مماثلة شهدتها مدينة سنجار بمحافظة نينوى شمالي العراق، بسبب انتهاكات حزب "العمال الكردستاني" ضد السكّان المحليين.
وأضاف أنّ الأجهزة الحكومية مطالبة بالتحرّك السريع لتأمين قرى المقدادية التي تعرّضت لهجمات الجماعات المسلّحة ومحاسبة الجهات التي هاجمتها كي لا يتحوّل الأمر إلى عرف يطبق بعد كل هجوم يشنّه تنظيم "داعش" الإرهابي، محذراً من الانعكاسات الخطيرة لعمليات التهجير القسري في ديالى على السلم المجتمعي.