كشفت السلطات العراقية في بغداد، اليوم الثلاثاء، عما قالت إنه تنسيق وتعاون مع منظمات دولية لأجل الحصول على دعم كافٍ لإعادة إعمار منازل العوائل النازحة التي هدمت خلال السنوات السابقة، في خطوة تهدف منها لتسهيل عودة المزيد من النازحين بشكل طوعي.
ولا تزال عشرات آلاف الأسر العراقية غير قادرة على العودة إلى منازلها، بحسب وزارة الهجرة في بغداد، التي أكدت إحصاءات سابقة لها وجود 37 ألف عائلة في مخيمات النزوح، مؤكدة أن أغلب النازحين يقطنون في مخيمات إقليم كردستان.
وأجبرت تلك العائلات على البقاء في المخيمات، لأسباب عدة منها سياسية، تتمثل في سيطرة الفصائل المسلحة على عدد من مناطقهم ومنعهم من العودة إليها، وأخرى خدماتية تتعلق بتعرض منازلهم للهدم والسلب، ولم يحصلوا على تعويضات حكومية.
الصورة التقطت اليوم في مخيم بزيبز للنازحين. pic.twitter.com/vqANjysVOm
— عمر الجنابي (@omartvsd) October 17, 2022
ووفقا للمتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي عباس جهاكير، فإن "التنسيق يأتي ضمن خطة موسعة أعدتها الوزارة لإعمار منازل النازحين المهدمة"، مبينا في حديث لصحيفة "الصباح" المملوكة للحكومة، اليوم الثلاثاء، أن "المنظمات الدولية لها دور كبير في دعم الخطة وتنفيذها في المناطق المحررة، بما يسهم في تحقيق أهدافها المتمثلة في العودة الطوعية للعائلات التي لا تزال قاطنة بمخيمات الإقليم".
وأوضح أن "الخطة تتضمن قيام العوائل بإعمار منازلها بعد صرف مبالغ من قبل المنظمات وبإشراف ومتابعة وزارة الهجرة التي ستقوم أيضا بتزويد المنظمات بقوائم العائلات الراغبة بالعودة الطوعية، مشيرا إلى أن "عملية الإعمار ستجري بشكل جزئي، وبإمكان العائلة العيش في المنزل كحلّ مؤقت كليا".
ويؤكد ناشطون أهمية ألا تكتفي الحكومة بانتظار وعود المنظمات لحسم الملف، بل يتحتم عليها اتخاذ خطوات داخلية وتخصيصات مالية لإنهاء معاناة النازحين.
وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان، بهاء الربيعي، لـ"العربي الجديد"، إن "المسؤولية كبيرة على الحكومة، وإن ملف النازحين وإنهاءه أدرجا ضمن برنامج الحكومة، ما يحتم على الحكومة مسؤولية إنهائه".
وشدد على أن "معاناة العائلات النازحة كبيرة جدا، لا سيما مع بدايات موسم الأمطار، وهي داخل مخيمات تفتقد لأبسط مقومات العيش"، مشيرا إلى أنه "يجب أن تكون هناك خطوات عملية حقيقية لدعم العائلات النازحة وإعمار مناطقها".
وكانت الوزارة قد أقرت في تصريحات سابقة بصعوبة إنهاء المشاكل التي تمنع إعادة النازحين الى مناطقهم الأصلية، على الرغم من مرور 8 سنوات على نزوحهم القسري.