كشفت وزارة التخطيط العراقية عن أرقام جديدة مرتفعة لضحايا الحوادث المرورية في عموم مدن البلاد، مؤكدة تسجيل أكثر من 11 ألف حادث أودت بحياة 3021 شخصا خلال العام الماضي 2022.
وتعتبر مشكلة الحوادث المرورية في العراق من أبرز مسببات الخسائر البشرية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، متقدمة في ضحاياها على ضحايا العمليات الإرهابية والعنف بعدة أضعاف.
ويعزو مراقبون ذلك إلى تهالك الطرق وقدمها وفقر علامات التحذير، إضافة إلى عدم التزام السائقين بإجراءات السلامة على الطرق الخارجية.
ووفقا لبيان صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط العراقية، فقد تم تسجيل 11 ألفاً و523 حادثاً مرورياً خلال 2022، بارتفاع بلغ 8% مقارنة بعام 2021، مشيرة إلى أنها أودت بحياة 3021 شخصاً.
وأضاف البيان أن من بين الحوادث، 3079 حادثاً مميتاً بنسبة 26.7%، و8444 حادثاً غير مميت بنسبة (73.3%) عدا إقليم كردستان، مقابل 10 آلاف و659 حادثاً في سنة 2021، بارتفاع بلغت نسبته 8.1%.
وأوضح أن عدد ضحايا الحوادث المرورية ارتفع خلال السنة الماضية بنسبة (6.8%)، وسُجّل ارتفاع في عدد الجرحى بنسبة (12.9%)، عن سنة 2021".
وأشار إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن تلك الحوادث "بلغ (3021) متوفى، منهم (2474) متوفى من الذكور وبنسبة (81.9%) والإناث (547) متوفاة بنسبة (18.1%) من المجموع الكلي للوفيات مسجلاً نسبة ارتفاع مقدارها (6.8%) مقارنة بالسنة الماضية، حيث كان عدد ضحايا حوادث المرور لسنة 2021 (الوفيات) (2828) أما بالنسبة للجرحى المصابين بحوادث المرور لسنة 2022 فقد بلغ (12677) مسجلاً نسبة ارتفاع مقدارها (12.9%) عن سنة 2021 حيث كانت (11230) جريحا".
وأشار البيان أيضا إلى أن حوادث الاصطدام سجلت أعلى نسبة حيث بلغت (6493) حادثا بنسبة (56.3%) من مجموع الحوادث تليها حوادث الدهس (3724) حادثا بنسبة (32.3%)، ثم حوادث الانقلاب (1098) حادثا بنسبة (9.5%)، أما الحوادث الأخرى فبلغت (208) حوادث بنسبة (1.8%)".
وبيّن أن "السائق كان سبباً في تسجيل أعلى نسبة من الحوادث المرورية، وبنسبة مقدارها (79.2%)، أما الحوادث بسبب السيارة فكانت نسبتها (8.1%)، وبسبب الطريق بنسبة (6.2%)، أما بقية الأسباب فقد بلغت نسبتها (6.5%) من المجموع الكلي للحوادث".
وفي العام 2019 أقر البرلمان العراقي على قانون المرور الجديد، الذي نص على مضاعفة الغرامات على السائقين ممن يرتكبون المخالفات المرورية، إلا أنه لم يحجم عن ارتكاب المخالفات.
ويشير الإحصاء الجديد إلى أن ما معدله 8 ضحايا في العراق يوميا بسبب الحوادث المرورية ونحو 250 يقتلون شهريا خلال العام الواحد، وهو رقم يفوق بكثير أرقام ضحايا العنف والإرهاب في العراق وبعدة أضعاف.
ويقول العقيد في مديرية المرور العامة ببغداد، وليد خليل الركابي، لـ"العربي الجديد"، إن غالبية الحوادث المميتة تقع على الطرق العامة والسريعة، والسبب بالغالب يكون السائق.
وأضاف الركابي أن عدم الالتزام بإجراءات الأمان والسلامة، أو التجاوز بين السيارات وسلوك طرق عكسية، والسرعة المفرطة، إضافة إلى تهالك بعض السيارات، تسبب الحوادث المميتة للأسف".
وأكد أن شرطة المرور باشرت بوضع كاميرات مراقبة ودوريات إلى جانب تغليظ العقوبات المالية بهدف إلزام السائقين بالقانون والنظام"، معتبراً أن خطط توسعة الطرق وتأثيثها من ضمن أوليات الحكومة الحالية، لكن المسؤول الأول عن تلك الحوادث هو السائقون".