أعلنت وزارة البيئة العراقية، السبت، تنفيذ برنامج تعاون دولي بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي في مجال بناء القدرات الوطنية لإدارة النفايات المُشعة، مؤكدة سعيها لإدارة صحيحة للملف.
وسبق أن حذّرت الوزارة من مخاطر كبيرة تسببها النفايات المشعة بالبلاد، التي لا يجري التعامل معها وإتلافها بطرق صحية، مؤكدة ضرورة وضع المعالجات للملف وعدم الاستمرار بإهماله.
واليوم السبت، وفقاً لمدير مركز الوقاية من الإشعاع في الوزارة، صباح الحسيني "بدأت الوزارة البرنامج مع الاتحاد الأوروبي"، مبيناً في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، أن "البرنامج يتضمن إقامة دورات تدريبية بشأن الأسس والمفاهيم العامة لترخيص كل مراحل التخلص من النفايات المشعة، بالإضافة إلى إطلاع المتدربين على الهيكل العام للأدلة والمعايير الدولية الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) ووكالة الطاقة النووية (NEA) المتعلقة بالإدارة والتخلص من النفايات المشعة، بما في ذلك أهداف ومتطلبات تقييم الأمان والمعايير الأوروبية (EURAD)، فضلاً عن تعزيز المعرفة حول تطوير مراحل التخلص من النفايات المذكورة والمتطلبات الرقابية الخاصة بمراجعة وتقييم الأمان لمنشآت التخلص من النفايات المشعة".
وأضاف أن "المركز يقوم بإجراء التقييم لجميع المواقع الإشعاعية والنووية ومصادر الإشعاع، لمعرفة درجة توافقها مع المتطلبات الرقابية من عدمها، من أجل اتخاذ التدابير الفنية والرقابية لتجنب التعرض لتلك المواد الملوثة إذا لزم ذلك"، مشيراً إلى أن "المركز يعمل ضمن البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد والذي يهدف إلى استكمال تنفيذ أنشطة إزالة التلوث في كل من محافظات نينوى وصلاح الدين وذي قار، فضلاً عن الأنبار".
الباحث البيئي، علي الزيدي، أكد "ضرورة التعاون والتنسيق الدولي لإدارة النفايات المشعة، إذ إن التعامل معها في البلاد ليس بشكل صحيح"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "البرنامج الذي تتحدث عنه الوزارة يحتاج إلى التطبيق العملي لإدارة تلك النفايات عبر محارق وأماكن طمر صحي يجب إنشاؤها وفق معايير سليمة".
واعتبر أن "ملف النفايات المشعة مُهمل في العراق، وقد سبّب تلوثاً بيئياً وصحياً خلال الحكومات السابقة، ويجب على الحكومة الحالية التأسيس لخطوات علمية لإدارة تلك النفايات والتخلص من أضرارها الخطيرة"، داعياً إلى "أهمية التعاون مع شركات أجنبية مختصة بإدارة النفايات المشعة".
ولا توجد نسب معلنة للتلوث في العراق، إلا أن تصريحات سابقة لوزارة البيئة ومختصين، تؤكد أن الملف يُعَدّ من الملفات الصعبة، فهناك ملوثات كثيرة داخل المدن وخارجها، ناتجة من أسباب متعددة، منها الحروب السابقة ومخلفاتها، ووجود المصانع داخل المدن، فضلاً عن النفايات الطبية وغيرها.