افتتح موسم جائزة نوبل للعام 2021 في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بإعلان فوز العالمين الأميركيَّين، ديفيد غوليوس وأرديم باتابوتيان، بجائزة نوبل للطب، ليتوالى بعدها الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل لهذا العام في مختلف المجالات. فما هي قائمة الحاصلين على جائزة نوبل هذا العالم؟ ولماذا حصلوا على هذا التتويج الرفيع؟ وما هي إسهاماتهم؟
كورونا ونوبل
بينما أسهمت الإجراءات التي اتُّخذت للوقاية من فيروس كورونا العام الماضي في إلغاء بعض الفعاليات وتحويل الاحتفال بالفائزين إلى احتفال رقمي، فإنّ احتفالات هذا العام كانت مزيجاً بين الفعاليات الرقمية والجهوية.
وقالت المنظمة، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ الفائزين سيحصلون على ميداليات ودبلومات جائزة نوبل في بلدانهم الأصلية في ديسمبر/ كانول الأول المقبل.
جولياس وباتابوتيان.. الحرارة واللّمس منحهما نوبل الطب 2021
وقد تم منح جائزة نوبل 2021 في علم وظائف الأعضاء أو الطب لكلّ من ديفيد جولياس وأرديم باتابوتيان لاكتشافاتهما مستقبلات درجة الحرارة واللمس، وفق ما أعلنته جمعية نوبل في معهد كارولينسكا في مؤتمر صحافي، وفي بيان نشر في الموقع أيضاً.
وقال البيان الصحافي إنّ "قدرتنا على الشعور بالحرارة والبرودة واللّمس ضرورية للبقاء، وتدعم تفاعلنا مع العالم من حولنا. في حياتنا اليومية نأخذ هذه الأحاسيس كأمر مسلم به، ولكن كيف تبدأ النبضات العصبية بحيث يمكن إدراك درجة الحرارة والضغط؟ تمت الإجابة على هذا السؤال من قبل الفائزيْن بجائزة نوبل لهذا العام. وحدّد الفائزان بالجائزة الروابط الحاسمة المفقودة في فهمنا للتفاعل المعقّد بين حواسنا والبيئة".
عبد الرزاق غورنه.. أفريقي يرصد آثار الاستعمار روائيا يحصد نوبل الآداب 2021
وتمّ منح نوبل للآداب للروائي التنزاني ذي الأصول اليمنية، عبد الرزاق غورنه (1948). ولم يقترن اسم كاتب أفريقي بـ"جائزة نوبل للآداب" منذ عقدين تقريباً. قطيعةٌ عرفتْ حدّاً هذا العام، مع إعلان "الأكاديمية السويدية" منح الجائزة الأدبية الأبرز في العالم لغورنه.
وقد أشار بيان الأكاديمية إلى أنّ غورنه نال "نوبل" بفضل تعمّقه في تناول آثار الاستعمار ومصير اللاجئين بين الثقافات والقارات، وهو الذي عرفت عائلته، ذات الأصول العربية، مصير الهجرة والاغتراب من زنجبار حيث وُلد، إلى بريطانيا التي وصل إليها في العشرين من عمره.
كارد وأنغريست وإمبينس لجائزة نوبل الاقتصاد 2021.. رؤى جديدة في "اقتصاديات العمل"
ومنحت الهيئة القائمة على جائزة ألفريد نوبل جائزة هذا العام في الاقتصاد لعالم الاقتصاد الكندي، ديفيد كارد، عن مساهماته التجريبية في "اقتصاديات العمل" (labor economics)، والنصف الآخر مشاركة بين عالم الاقتصاد الإسرائيلي الأميركي جوشوا أنغريست، خبير العمل والتربية، والعالم الأميركي الهولندي غويدو إمبينس، عن مساهماتهما المنهجية في "تحليل علاقات العمل غير المنظم (العارضة)".
وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم إنّ الفائزين بجائزة العلوم الاقتصادية لعام 2021 قدّموا رؤى جديدة حول سوق العمل، وأحدثوا ثورة في البحث التجريبي.
وأضافت أنّ الفائزين بجائزة العلوم الاقتصادية لهذا العام أثبتوا أنه يمكن الإجابة على العديد من أسئلة المجتمع الكبيرة، بتقديم حلول عبر استخدام التجارب الطبيعية، من خلال المواقف التي تظهر في الحياة الواقعية، والتي تشبه التجارب العشوائية.
مانابي وهاسلمان وباريزي.. ثلاثي نوبل في الفيزياء
أمّا جائزة نوبل للفيزياء، فتمّ منحها لعلماء من اليابان وألمانيا وإيطاليا، وأشارت لجنة نوبل إلى عمل كلّ من الياباني الأميركي سيوكورو مانابي (90 سنة)، والألماني كلاوس هاسلمان (89 سنة) في "النمذجة الفيزيائية لمناخ الأرض، وقياس التباين والتنبؤ بشكل موثوق به بالاحترار العالمي".
ومُنح النصف الثاني من الجائزة للإيطالي، جورجيو باريزي (73 سنة)، عن "اكتشاف تفاعل الفوضى والتقلبات في الأنظمة الفيزيائية من المقاييس الذرية إلى المقاييس الكوكبية".
ليست وماكميلان.. "بناء الجزيئات" تمنح نوبل الكيمياء
ومُنحَت جائزة نوبل للكيمياء للألماني بنيامين ليست، والأميركي ديفيد ماكميلان، لابتكارهما أداة جديدة لبناء الجزيئات أتاحت جعل الكيمياء "خضراء" وتحسين البحوث الصيدلانية.
وأعلنت اللجنة القائمة على هذه الجائزة في استوكهولم أنّ ليست وماكميلان حصلا على الجائزة، عن إنجازهما المتمثل في "تطوير التحفيز العضوي غير المتماثل".
جائزة نوبل للسلام 2021 لصحافيين.. كفاح من أجل الحرية
وأخيراً مُنحت جائزة نوبل للسلام 2021، للصحافيين، ماريا ريسّا من الفيليبين، وديمتري موراتوف من روسيا، لكفاحهما من أجل حرية التعبير، علماً أنّ الجائزة، في تاريخها الممتد 120 عاماً، لم تكافئ يوماً الصحافة المستقلّة التي تسمح بمحاسبة صانعي القرار وتساعد على التخلص من المعلومات المضللة.
وقالت لجنة نوبل إن ريسّا (58 عاماً) شاركت عام 2012 في تأسيس "رابلر"، وهو موقع إخباري ركز "اهتماماً نقدياً على حملة نظام (الرئيس رودريغو دوتيرتي) القاتلة والمثيرة للجدل لمكافحة المخدرات". أمّا ديمتري موراتوف، فهو أحد مؤسسي صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المستقلة عام 1993.