فازت كتلة الوفاء الإسلامية، ممثلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأربعاء، بانتخابات مجلس اتحاد الطلبة بجامعة بيرزيت في رام الله، وسط الضفة الغربية.
وحصلت كتلة الوفاء الإسلامية على 25 مقعداً (من أصل 51 هو عدد أعضاء مؤتمر المجلس)، أي بنسبة 49%، مقابل 20 مقعداً لكتلة الشهيد ياسر عرفات (حركة فتح)، أي بنسبة 39.2%، و6 مقاعد لكتلة القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، أي بنسبة 11.67%.
ويعتبر هذا الفوز للكتلة الإسلامية هو الثاني خلال أسبوع، بعدما فازت في جامعة النجاح في نابلس (شمالاً)، بحصولها على 40 مقعداً مقابل 38 لحركة الشبيبة (فتح)، و3 مقاعد لكتلة جبهة العمل التقدمي (الجبهة الشعبية).
وفي الشأن، قال ممثل كتلة الوفاء الإسلامية ورئيس مجلس الطلبة السابق يحيى قاروط، لـ"العربي الجديد"، إن "الكتلة الإسلامية فازت رغم التضييقيات والمعيقات والملاحقات التي تعرض لها نشطاؤها من قوات الاحتلال والأمن الفلسطيني".
وأشار قاروط إلى أن "الاعتقالات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية طاولت أكثر من 40 طالباً من أبناء الكتلة الإسلامية، فيما استدعى الأمن أكثر من 100 طالب للتحقيق، إلا أننا أثبتنا أنفسنا وأكدنا أننا سنبقى على العهد الذي سلكه الشهداء والأسرى من قبلنا".
وأهدى قاروط الفوز لعائلة المعتقل لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية مصعب اشتية، والذي كان أحد مقاتلي مجموعات عرين الأسود المقاومة في نابلس، مكرراً إعلان الكتلة الإسلامية اشتية رئيساً فخرياً لمجلس الطلبة، في ما تبدو محاولة لتسليط الضوء على اعتقاله وعلى الاعتقالات السياسية.
وأوضح قاروط أن "سكرتاريا مجلس الطلبة سيتم تشكيله وفقاً للتمثيل النسبي حسب المقاعد التي حصلت عليها الكتل، وليس وفقاً لتحالفات بين تلك الكتل"، مشيراً إلى أن "ذلك قرار كانت الكتلة قد أعلنته في كل الدورات الانتخابية السابقة لترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية".
بدوره، اعتبر عضو اللجنة التحضيرية للانتخابات في حركة الشبيبة الطلابية زيد حمد، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "المنتصر هو الطالب الذي أدلى بصوته، في ظل تمكنه من التعبير عن رأيه، في حين لا يتمكن المواطن من ذلك في مناطق أخرى".
وتابع حمد: "نحن كحركة شبيبة طلابية مهما كانت النتيجة هدفنا الوحيد والأسمى العمل النقابي والخدماتي داخل الجامعة وحماية حقوق الطلبة، وهذه النتيجة تحفزنا ولا تحبطنا، ومهما كانت اللجان التي سنتولى مهمتها في المجلس المقبل، نعد الطلبة أننا كنا وما زلنا الحافظين لحقوقهم".
بدوره، قال ممثل القطب الطلابي في عملية فرز الأصوات، عمر بدوي لـ"العربي الجديد"، إن "كتلته تقدمت بفارق مقعد وما يقارب 200 صوت عن العام الماضي، وأن ذلك لم يكن من العدم، بل بعد جهد وخدمة أكبر للطلبة".
وتابع بدوي: "رسالتنا لمجتمع الجامعة والشارع الفلسطيني، أن القطب الطلابي الذراع الطلابي للجبهة الشعبية مستمر بقوة رغم الاعتقالات من الاحتلال".
واعتبر رئيس الجامعة بشارة دوماني في كلمة له، بعد انتهاء الفرز وإعلان النتائج ان تلك اللحظة مؤثرة ومهمة للجامعة والمجتمع خارجها محليا ودوليا، مشيرا إلى أن الإعلام سيعمل على تحليل وتمحيص دلالات النتائج، لكن ما يهم الجامعة هو النهج ذاته أكثر من النتائج، والجو الديمقراطي داخل الجامعة الذي تعيشه في كل يوم كما قال، متمنيا أن تنتشر تلك الأجواء في كل المؤسسات والأرجاء الفلسطينية.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية لانتخابات مؤتمر مجلس طلبة الجامعة وعميد شؤون الطلبة إياد طومار، لـ"العربي الجديد"، إن "رسالة الجامعة هي المحافظة على الديمقراطية وتعزيزها كنهج داخل الجامعة، مؤكداً أن الأجواء كانت إيجابية بين الكتل الطلابية".
واعتبر في الوقت ذاته أن "من فاز هو جامعة بيرزيت وكل طلبتها وكتلها الانتخابية والديمقراطية".
يذكر أن كتلة رابعة كانت انسحبت من الانتخابات بعد انتهاء الفترة القانونية المخصصة للانسحاب، وهي كتلة اليسار الموحد، والتي شكلت كائتلاف بين الكتل الطلابية الممثلة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني- فدا، ولم تجتز نسبة الحسم لمقعد واحد حيث حصلت على 25 صوتاً من مجمل أصوات الناخبين، الذين وصل عددهم إلى 9371 ناخباً، بنسبة اقتراع وصلت إلى 77%.
وبهذه النتائج استطاعت كتلة الشهيد ياسر عرفات تقليص الفارق بينها وبين الكتلة الإسلامية إلى 5 مقاعد، بعد أن كانت 10 في العام الماضي.
والعام الماضي، حصلت كتلة الوفاء الإسلامية في تلك الانتخابات على 28 مقعداً فيما حصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات على 18 مقعداً والقطب الطلابي الديمقراطي التقدمي حصل حينها على 5 مقاعد.
وتأخذ الانتخابات الطلابية لا سيما في جامعة بيرزيت أهمية وزخماً داخل وخارج أسوار الجامعة، خصوصاً في الأوساط السياسية والحزبية، في ظل عدم انقطاعها بعد الانقسام الفلسطيني الداخلي عام 2007، ومشاركة الكتل الممثلة لمعظم الفصائل بما فيها "فتح" و"حماس" في معظم السنوات منذ ذلك الحين، لتصبح أحد المؤشرات على مزاج الشارع الفلسطيني في ظل غياب انتخابات عامة.