أعلنت "مديرية صحة حلب الحرة" العاملة في مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري"، المعارض والحليف لتركيا، شمالي سورية، عن تسجيل حالتين مصابتين بمرض الكوليرا في منطقتي "درع الفرات، وغصن الزيتون" بريف حلب.
وقال مدير "صحة حلب الحرة" محمد رضوان كردي، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد "يوم الخميس الفائت جرى قبول حالتي اشتباه بمرض الكوليرا؛ الحالة الأولى في مدينة عفرين، والحالة الثانية في مدينة الباب، وبعد تحليل العينات المأخوذة، وردت التحاليل الإيجابية يوم أمس (مصابة بمرض الكوليرا)، وبذلك يرتفع العدد إلى ثلاث حالات وقد قُدّم لها العلاج في المراكز الطبية".
وأوضح كردي أنّ "الحالات متوزعة بين مدينة عفرين والباب وجرابلس، وجرى التقصي والبحث عن بؤرة العدوى وإيجادها؛ كما اشتبه بحالة في مدينة إعزاز، وبعد إجراء التحاليل اللازمة جرى التأكد من سلبيتها، حيث إنّ المريض يعاني من قيء عادي بسبب الطعام".
وذكّر باكتشاف أول حالة في مدينة جرابلس، يوم الاثنين الماضي، وكانت لرجل يبلغ من العمر أربعين عاماً، مُشيراً إلى أنه "على الفور رُفعت جاهزية جميع الفرق الوبائية وفرق الإنذار المبكر في المنطقة، لتقصّي ومعرفة مصدر العدوى الرئيسي، والذي تبيّن لاحقاً أنه بئر ماء ملوث في قرية مرمى الحجر، يستعمله أهالي القرية للشرب"، موضحاً أنه "على الفور أُغلق البئر، وفحصت عدة حالات أخرى اشتبه بها، لتبين أنها سليمة من مرض الكوليرا".
وأكد "برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة"، في آخر إحصائياته التي نشرها بعد منتصف ليل السبت، أنه سجل خمس إصابات بمرض الكوليرا في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية، من أصل 19 عينة فُحصت، دون التطرق لذكر مكان الإصابات.
وأضاف أنّ منطقة "نبع السلام" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني" شمال شرقي سورية، سجلت 10 حالات جديدة في منطقتي تل أبيض، ورأس العين بريفي الحسكة والرقة، ليبلغ إجمالي الحالات المُثبتة بمرض الكوليرا 16 مريضاً في منطقة "نبع السلام".
وأشار البرنامج إلى أنّ مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) سجلت 3580 حالة مشتبهاً فيها منذ بداية تفشي مرض الكوليرا، موضحاً أنّ إجمالي عدد الحالات الإيجابية المثبتة قد بلغ في المنطقة 106 حالات جديدة بالمرض، بالإضافة إلى تسجيل وفاة جديدة ليرتفع عدد الوفيات إلى 16 وفاة.
وأوضحت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، أنّ الجهات الطبية شمال غربي سورية سجلت 4 إصابات جديدة بمرض الكوليرا ليصبح العدد الكلي للإصابات 5، مؤكدةً أنّ الإصابات جميعها في ريف حلب متوزعة على مناطق جرابلس، والباب، وإعزاز، وعفرين.
وحذرت "الخوذ البيضاء"، في بيان لها، من أنّ "تسارع انتشار المرض ينذر بكارثة حقيقية، يصعب السيطرة عليها في ظل الظروف الحالية من ضعف البنية التحتية"، مشددةً على أنّ المرض "يشكّل تهديداً حقيقياً على حياة السكان بسبب تدمير البنية التحتية، وإنهاك القطاع الطبي، وفقدان مقومات الحياة، ووجود المخيمات التي تعاني من ظروف صحية سيئة تشكّل بيئة خصبة لانتشار المرض، لا سيما الحمامات المشتركة، ونقص إمدادات المياه النظيفة، وغياب شبكات الصرف الصحي".
وكانت وزارة الصحة لدى حكومة النظام السوري، قد سجلت في آخر إحصائياتها 253 إصابة بمرض الكوليرا، 180 منها في مدينة حلب وريفها، بالإضافة إلى تسجيل 23 حالة وفاة، 20 منها في حلب.