سجلت السلطات الطبية في مدينة جرابلس، الإثنين، ظهور مرض الكوليرا بعد تحذيرات من وصوله إلى المنطقة التي تعج بمخيمات المهجرين تزامنا مع انتشاره في مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد".
وأكدت مصادر طبية محلية لـ"العربي الجديد" أن الفحوص الطبية كشفت وجود إصابتين بالكوليرا في مدينة جرابلس، فيما سجلت شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة أول إصابة بالكوليرا لشخص في مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة والنفوذ التركي عند الحدود السورية التركية.
ونشرت الشبكة على تليغرام: "تسجل أول حالة إصابة مثبتة بالكوليرا لمريض عمره 40 سنة في منطقة جرابلس من محافظة حلب، وهي أول حالة مثبتة في مناطق شمال غربي سورية".
ويأتي ذلك في وقت تعاني المنطقة من واقع صحي متدن، خاصة في المخيمات التي تعج بالنازحين والمهجرين الفارين من مناطق "قسد" والنظام السوري.
وكانت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري قد أعلنت أول أمس أن العدد الإجمالي للإصابات المثبتة بمرض الكوليرا في مناطق النظام بلغ بالاختبار السريع 201 إصابة، وأن العدد الإجمالي للوفيات بلغ 14 حالة.
ويشكك ناشطون في صحة الأرقام التي تصدر عن النظام، بينما تقول الوزارة إن العلاج متوفر بكل أشكاله وتم تعزيز وتزويد المشافي بمخزون إضافي من العلاج تحسبا لأي زيادة في أعداد الحالات المحدودة، وفق زعمها.
وفي وقت سابق، حذر فريق منسقو الاستجابة السكان في شمال غربي سورية الخارج عن سيطرة النظام من وصول مرض الكوليرا إلى المنطقة، مؤكدا أن "الوضع في المنطقة مهيأ بشكل خاص لانتشار المرض".
وأضاف الفريق في بيان: "نؤكد أن تفشي المرض سيكون كاسحاً لدى آلاف الأشخاص في حال انتشاره، وخاصةً القاطنين في المخيمات الذين تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة التي تعاني منها مئات المخيمات، إضافة إلى مخاطر الصرف الصحي المكشوف والذي يعتبر عاملاً لتفشي الأمراض". وحذر مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من خطورة انتشار المرض في المنطقة التي تعاني الفقر وتدني مستوى الخدمات الصحية.