الكوليرا يهدّد مخيم الهول مع تسجيل إصابات مؤكدة

22 أكتوبر 2024
امرأة تحمل عبوات مياه فارغة في مخيم الهول، 9 ديسمبر 2019 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تفشي الكوليرا في مخيم الهول: تم تسجيل إصابات مؤكدة بالكوليرا في المخيم، مما يثير مخاوف من انتشار المرض بين النازحين. الكوليرا تسبب الإسهال نتيجة تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ولم تُسجل أي وفيات حتى الآن.

- التحديات الصحية: يعتمد المخيم على صهاريج المياه من خارجه، مما قد يكون مصدر الكوليرا. يفتقر المخيم إلى التوعية الصحية والخدمات الأساسية، وتُشرف عليه "قوات سورية الديمقراطية" مع دعم منظمات دولية.

- الوضع الإنساني: يعيش أكثر من 50 ألف شخص في ظروف صعبة، ويفقد 35% من الأطفال دون سن 16 حياتهم بسبب نقص الخدمات الطبية. الأطفال يعانون بشدة من الكوليرا، خاصة مع سوء التغذية.

كشفت جهات إدارية في مخيم الهول شمال شرقي سورية، اليوم الثلاثاء، عن تسجيل إصابات مؤكدة بالكوليرا، وسط مخاوف من تفشي المرض داخل المخيم الذي يأوي نازحين سوريين وعراقيين، وعوائل مقاتلي تنظيم "داعش".

الكوليرا عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة ببكتيريا ضمات الكوليرا. ولا تزال تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

مخاوف من انتشار الكوليرا في مخيم الهول

وقال مصدر إداري مقرب من الإدارة الذاتية لـ"العربي الجديد" إن الجهة المخولة والمسؤولة عن الحد من انتشار مرض الكوليرا المعدي، هي منظمة الصحة العالمية، التي يوجد لها مكاتب داخل مخيم الهول. وأضاف: "وجّهنا نداء لكافة العاملين والشركاء الصحيين في المخيم لاحتواء الوباء، فهو لا يشكل خطرا على المقيمين ضمن المخيم فقط إنما على كل من يدخل ويخرج منه". وأوضح أن "أي إجراءات إضافية بخصوص عزل المخيم أو التعامل مع الوباء تعود لما تتخذه منظمة الصحة العالمية من إجراءات، ولشركائها الصحيين، ومنهم الصليب الأحمر والهلال الأحمر الكردي".
في المقابل، نفى المصدر تسجيل أي وفيات مؤكدة بمرض الكوليرا داخل مخيم الهول سواء خلال الفترة الماضية أو الحالية، مؤكدا تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة أكثر من 4 إصابات وفق التحاليل. أما بقية المصابين فيخضعون في الوقت الحالي للعلاج والفحوصات الطبية ويقترب عددهم من 30 شخصا.

بدوره أوضح الطبيب وسيم الكردي في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مصدر المياه الوحيد في المخيم هو الصهاريج، وهي تجلب من خارجه، نظرا لعدم توفر بنية تحتية لنقلها. مردفا أن المياه تأتي للمخيم من محطات قريبة منها محطة مياه الحمة حيث تنقلها المنظمات باستخدام الصهاريج بشكل دوري، مع توفير قسم من المياه غير الصالحة للشرب لاستخدامات أخرى منها الغسيل والتنظيف. وأكد الطبيب أن المصدر الأساسي للكوليرا قد يعود للمياه، مضيفا: "الأمر بحاجة إلى مزيد من البحث والتحقق، وحتى الوقت الحالي لم تصدر تقارير عن منظمة الصحة العالمية أو المنظمات العاملة في المخيم عن مصادر المرض". مشيراً إلى أن معرفة سبب تفشي المرض أمر ضروري للسيطرة عليه والحد من انتشاره في أسرع وقت داخل المخيم المكتظ.

في المقابل قال أحمد أبو فاضل وهو نازح من ريف دير الزور الشرقي يقيم في المخيم برفقة أفراد عائلته لـ"العربي الجديد": "أنتظر بفارغ الصبر مغادرة المخيم، كل شيء سيئ، من ناحية الخدمات الصحية وتوفر المياه وغيرها، الحياة في الخيام صعبة، وحتى الآن لا نعرف ما هو مرض الكوليرا وما هي أعراضه، كل ما نعرفه أن البعض أصيب بالتهاب أمعاء حاد. ليس هناك توعية".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وكانت جيهان حنان الإدارية في المخيم قد تحدثت لوكالة "نورث برس" المقربة من الإدارة الذاتية عن وجود 32 إصابة بالكوليرا في مخيم الهول، تتراوح ما بين الشديدة والمتوسطة، مبينة أن أسباب انتشار المرض لم تتضح حتى الوقت الحالي سواء  كانت من المياه أو الخضروات.

وتشرف على المخيم من الناحية الأمنية "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، أما على الصعيد الإنساني فهناك منظمات دولية منها الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الصحة العالمية، تقدم خدماتها في المخيم للنازحين واللاجئين فيه، حيث تقدم المساعدات الإنسانية والإغاثية فضلا على الخدمات الصحية. ويعيش في مخيم الهول أكثر من 50 ألف شخص معظمهم من الأطفال. وفق إحصائيات منظمة "أطباء بلا حدود"، التي أكدت في أكثر من تقرير سابق لها أن الوضع داخل المخيم كارثي حيث يفقد 35 بالمائة من الأطفال دون سن 16 عاما أعمارهم فيه بسبب غياب أو نقص الخدمات الطبية. 

ويُقدِّر الباحثون أنّ 4 ملايين إصابة بالكوليرا تحصل سنوياً وتتسبب بما يصل إلى 143 ألف وفاة، وتُعتبر هذه التقديرات متحفظة وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف". ويتحمل الأطفال، لا سيما دون سن الخامسة، الوطأة الأشدّ لهذا المرض. كما أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة فيما إذا أصيبوا بالمرض.

المساهمون