لم تُقلق الغربة اللاجئ الأفغاني، محمد رفيق خان، المعروف بـ "بابا"، بقدر ما تُقلقه حالة أولاده، وجميع الشباب الأفغان في باكستان. يعرب عن أسفه الشديد، في حديث مع "العربي الجديد"، حيال وضع الشباب الأفغان في بلاد الغربة، قائلاً: "شبابنا يترعرعون بعيداً عن المدارس، وأطفالنا يمضون يومهم في الشوارع، إذ لا توجد مدرسة خاصة باللاجئين، في حين أنّ رسوم المدارس الباكستانية باهظة".
يضيف: "القرى التي يعيش فيها الأفغان، بالقرب من العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، وفي ضواحي مدينة راولبندي، تفتقر إلى كلّ مقومات الحياة، لا سيما الكهرباء، والمياه الصالحة للشرب، والغاز، والرعاية الصحية، لكن أشدّ ما تحتاج إليه هي المدرسة". ويشير بابا إلى أنّ "قضية تعليم الأولاد، هي بمثابة قضية المستقبل، وبمثابة الحياة والموت، إذ إنّ حرمان أجيالنا المستقبلية من التعليم سيؤدي إلى مواجهتهم نفس المشاكل والمعاناة التي عشناها، وبالتالي التغيير الذي نتطلع إليه لن يحدث من دون مقاعد الدراسة".
بالإضافة إلى الافتقار إلى المدرسة، يعاني هؤلاء أيضاً بسبب البرد القارس، إذ يعيشون في بيوت طينية، باردة للغاية، وسط فقدان وسائل التدفئة. ويشرح بابا: "جميع من يسكنون هذه القرية من اللاجئين الأفغان، يعملون مقابل أجرٍ يوميّ وهذا يكفي فقط لقوت يومهم، ومعظمهم لا يدّخر شيئاً مما يكسبه".
وفي موسم الصيف يختلف شكل المعاناة. لا يجد هؤلاء مياه الشرب، وبالتالي، تنتشر الأوبئة، والأمراض المعدية، ومعظمهم لا يملك الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة. كما يعانون أيضاً من شدّة الحرّ، بسبب عدم توفّر الكهرباء.
وفي ظلّ انتشار كورونا، لا يستطيع بابا وجميع اللاجئين، على حدّ قوله، أن يقوا أنفسهم من الفيروس، لأنّ همّهم الأول والأخير، الحصول على لقمة العيش. غير أنّ تبعات كورونا، أثرت على حياتهم كثيراً، فبسبب الإجراءات التي اتخذت في الأشهر الأخيرة، مُنعوا من العمل. ومن المعلوم، أنّ أكثريتهم تعمل في سوق الخضار والفواكه. وعن المساعدات التي تلقاها اللاجئون الأفغان بسبب كورونا، يقول بابا، إنّ "بعثات عن مؤسسات غير حكومية، أتت 3 مرات في الأشهر الماضية، وكلّ مرة ، كانت تكتفي فقط بجمع وتسجيل المعلومات". ويوضح أنّ "الحكومة الباكستانية كانت توزع مبلغاً قدره 12 ألف روبية باكستانية (نحو 100 دولار أميركي بحسب السعر الرسمي) لكنّ معظم اللاجئين حُرموا منه".