المؤونة البيتية... فرصة عمل لفلسطينيين في لبنان

06 سبتمبر 2021
ربما تفتح لهما الدورة فرص عمل في المستقبل (العربي الجديد)
+ الخط -

في ظلّ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يشهدها لبنان في الوقت الحالي، والتي تؤثّر في المواطنين واللاجئين السوريين والفلسطينيين على حدّ سواء، وارتفاع نسبة البطالة، وخصوصاً بين الفلسطينيين، كان لا بد من التفكير في مشروع يساهم في تمكين الشباب الفلسطيني، كما تقول أم حسام المشرفة على جمعية البرامج النسائية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان). توضح أنّه "في ظلّ الأزمة المعيشية التي نشهدها ونعيشها في المخيمات الفلسطينية، كان لا بد من التفكير في دورة مهنية تساعد الشباب على التغلب على واقعهم، وتحديداً الفئة التي تتمكن من متابعة تعليمها، علّها تجد فرص عمل مناسبة. ووقع الاختيار على فكرة إعداد المؤونة البيتية". تتابع: "برنامج المؤونة البيتية يعتمد أساساً على حفظ الخُضروات في الثلاجات. لكن بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، اخترنا العمل على تجفيف البامياء والملوخية والفاصولياء والتقطير وإعداد الحر والمخللات على أنواعها والصعتر، بالإضافة إلى إعداد الألبان والأجبان والأطعمة التي تعتمد على اللحوم".

المؤونة البيتية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

تضيف أم حسام: "سابقاً، كنّا نُعدّ المربيات. لكن حالياً، استبدلنا مربى الفراولة بالزعتر لعدم توافر هذه الفاكهة. بدأنا العمل على التحضير للمشروع قبل أيام، على أن يستمرّ لمدة ثمانين يوماً. المرحلة الأولى من التدريب تشمل إعداد المخللات وتجفيف الخضروات، ثم التدرب على بعض المهارات الحياتية، منها التواصل البنّاء والإيجابي، والتوظيف وكل ما يتطلبه إنشاء عمل". وتشير إلى أنّ "الدورة التدريبية ستمكن المتدربين من بدء مشاريعهم الخاصة بعد الانتهاء من التدريبات"، قائلة إن المشروع يساهم في تطوير العديد من المهارات لدى المتدربين. تضيف أن الدورة تضم 12 شابة و8 شبان، وقد أبدى الجميع رغبة في تعلم إعداد المؤونة البيتية، على أمل أن توفر لهم فرص جديدة في المستقبل، وتتيح لهم إطلاق مشاريعهم على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان. وتختم حديثها قائلة إن "القسم الأول من الدورة يتركز على التدريبات، ومدتها نحو 30 يوماً. تليها المهارات الحياتية التي تستمر نحو 10 أيام. وفي القسم الثاني من الدورة، سيبدأ المتدربون في التطبيق، على أن يتقاضى كل متدرب أجراً على عمله. وسيعمل المتدربون نصف الوقت في مركز الجمعية، والنصف الثاني في أماكن أخرى، على أن يعرض الإنتاج في وقت لاحق".  

المؤونة البيتية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

في هذا السياق، تقول المتدربة آيات، التي تقيم في المخيم: "لم أتمكن من متابعة تعليمي بسبب ظروف عائلية. أنهيت الصف التاسع الأساسي وبقيت في البيت. رغبت في تعلم مهنة ما، إلا أن ظروفي حالت دون ذلك مجدداً. لكن في مركز البرامج النسائية، وجدت فرصتي". تتابع: "التحقت بالدورة التدريبية في المركز"، لافتة إلى أن "المؤونة التي نتدرب على إعدادها تشمل كل ما نستخدمه في البيت، كالزيتون والمخللات وتقطير مياه الورد وغير ذلك. كذلك نعمد إلى تجفيف الخضروات التي كانت توضع في الثلاجة سابقاً. نُحيي ما كانت تفعله جداتنا في الماضي". تضيف: "عندما ننهي مدة التدريب، سننتقل إلى مرحلة التطبيق". وتختم حديثها قائلة: "تعلّم إعداد المؤونة البيتية يفتح أمامي مجالاً للعمل في البيت، إذ يمكنني بيع المؤونة إذا لم أجد عملاً". وتشير إلى أنّ هذا "سيساعدني على تأسيس مشروع خاص بي في المخيم".

أما المتدرب خالد (23 عاماً)، المتحدر من قرية لوبيا (وهي ثاني أكبر قرى قضاء طبرية) فيقول: "لم أتابع تعليمي. بعدما أنهيت الصف الثامن الأساسي، تعلمت حياكة الستائر وعملت فيها لمدة أربع سنوات. لكن بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، توقفت عن العمل". قرر الالتحاق بدورة التدريب لتعلُّم إعداد المؤونة البيتية. وعن سبب رغبته هذه، يقول: "منذ صغري، أحب العمل في المطبخ. كنت قد افتتحت محلاً لبيع الشطائر والكعك في المخيم، لأنني أحب الطهو. ولمّا علمت بموضوع الدورة، أردت تطوير هوايتي واكتساب مهنة أستطيع العمل فيها لاحقاً من البيت، وقد يوفر لي هذا العمل دخلاً يساعدني على العيش". ويقول: "أرغب بعد الانتهاء من الدورة في فتح محل خاص بي، أمارس فيه مهنتي أو أعدّ مشروعاً مع زملائي في الدورة". يضيف: "أشجع الشباب على تعلّم هذه المهنة لأنّها مهمة ومنتجة".

المؤونة البيتية (العربي الجديد)ث
(العربي الجديد)
المساهمون