حمّلت إدارة المستشفى الفرنسي بالقدس، اليوم الإثنين، شرطة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الاعتداء على جنازة تشييع الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، ووصفت هذا الاعتداء بأنه انتهاك للقوانين الإنسانية.
وقالت إدارة المستشفى خلال مؤتمر صحافي: "إنّ الشرطة الإسرائيلية هي الجهة الوحيدة التي مارست العنف خلال تشييع شيرين"، منددة باقتحام عناصرها مباني المستشفى خلال تشييع موكبها، وأكدت أنها تبحث جدياً إمكانية مقاضاة الشرطة بعد اعتدائها على المستشفى، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء.
وحضر المؤتمر عدد من رؤساء الكنائس، بمن في ذلك ممثل الفاتيكان، وعبروا عن تضامنهم مع إدارة المستشفى ومالكيه، وأكدوا أنهم مذهولون ومصدومون مما حدث، معبرين عن مواساتهم لعائلة الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة التي قتلت أثناء عملها.
وأكد المتحدث باسم رؤساء الكنائس بيير باتيستا، بطريرك كنيسة اللاتين، عن إدانتهم للعملية التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية خلال موكب التشييع وعدم احترامها للكنيسة المحلية وللمؤسسة الصحية، وللفقيدة التي كاد نعشها يسقط على الأرض، واستخدمت الهراوات والرصاص المطاطي ضدّ المشيعين، كما روعت المرضى داخل المستشفى ما اعتبروه انتهاكاً لحرية الإنسان ولحقوقه الصحية.
واعتبر أن ما حدث يوم الجمعة الماضي، لم يجرح المجتمع المسيحي أو مُلّاك المستشفى وإدارته فحسب، إنما جرح كل أولئك الساعين من أجل السلام.
بدوره، استعرض مدير المستشفى جميل كوسا خلال المؤتمر شريط الفيديو الذي يظهر بوضوح الاعتداء الذي قامت به الشرطة الإسرائيلية ضد المشيعين واعتداء أفرادها على نعش الشهيدة أبو عاقلة، ومواصلة الاعتداء على المشيعين حتى بالقرب من المقبرة، مؤكدا عزم إدارة المستشفى بعد التشاور مع طاقم من المحامين على مقاضاة الشرطة.
في حين، اتهم ممثل الفاتيكان في مداخلة له بالمؤتمر وردّاً على سؤال لأحد الصحافيين الجانب الإسرائيلي بعد التزامه بالاتفاقيات الموقعة معه في احترام حرية الأديان والحقوق الأساسية للإنسان، وقال: "إن اسرائيل انتهكت هذه الاتفاقيات"، واصفا ممارسات الشرطة ضد المشيعين والمستشفى بأنها مستفزة وغير مبررة، وأوضح أن "دخول الشرطة إلى مباني المستشفى كان تهديداًَ حقيقياً وانتهاكاً لا يمكن القبول به، وقد عبرنا عن مساندتنا لإدارته".