يواصل المعتقلون الإداريون الفلسطينيون مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال بدرجاتها كافة، وذلك لليوم الـ100 على التواليّ، والذي دخلوه اليوم الأحد، وذلك في إطار مواجهتهم لجريمة الاعتقال الإداريّ المتصاعدة بحقّهم، إذ أعلنوا مقاطعتهم منذ مطلع العام الجاري تحت شعار "#قرارنا_حرّيّة".
100 يوم على مقاطعة الأسرى الإداريين لمحاكم الاحتلال العسكرية الجائرة!
— حركة مقاطعة اسرائيل (@BDS_Arabic) April 10, 2022
تجدد اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، قيادة حركة المقاطعة العالمية (BDS)، دعوتها للدعم الشعبي لهذه المقاطعة ولكل نضالات أسرانا البواسل.#لا_للاعتقال_الإداري #الحرية_للأسرى pic.twitter.com/xvLFMjgoQ0
وأكد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي الأحد، أنّ استمرارية هذه الخطوة يشكّل إحدى أهم الخطوات التي من شأنها أن تُسقط فعليا أي غطاء يمكن أن يضفي "شرعية" على محاكم الاحتلال، وعلى مدار هذه الفترة شكّل التزام المعتقلين بهذه الخطوة أحد أهم أعمدة أيّ معركة يمكن أن يُبنى لاحقا عليها.
وأشار نادي الأسير، إلى أنّ أهمية هذه الخطوة تتصاعد مع توسيع الاحتلال دائرة الاعتقال الإداريّ، التي طاولت المئات منذ مطلع العام الجاريّ، واستهدفت الفاعلين من أبنائنا، لا سيما مع تصاعد المواجهة الراهنّة، وجملة التحولات التي يتم قراءتها على واقع عمليات الاعتقال اليومية المستمرة.
وشدد نادي الأسير، على أنّ خطوه المقاطعة هي جزء من الخطة النضالية الخاصة بالمعتقلين الإداريين، وبعد عيد الفطر سيتم تعزيز قرار المقاطعة، من خلال تنفيذ خطوات أخرى، قد تصل إلى قرار الإضراب الجماعي المفتوح عن الطعام.
وأشار نادي الأسير إلى ما جاء في البيان الأول الصادر عن لجنة المعتقلين الإداريين، "أنّ هذه الخطوة تأتي استكمالاً لما قام به الأسرى الإداريون من خطوات سابقة لمواجهة هذا الاعتقال الظالم وهذه السياسة التّعسُفية، ولَما كانت المحاكم العسكرية الإسرائيلية جزءاً مهماً لدى الاحتلال في منظومته لقمع كل قوى الشعب الفلسطيني الحيَّة".
على صعيد آخر، قال نادي الأسير: "إنّ إدارة سجون الاحتلال تنفّذ جريمة بحقّ الأسير ربيع أبو نواس (33 عاما) من بلدة سنجل شمال رام الله، إذ تواصل عزله في ظروف خطيرة في سجن (أيلون- الرملة)، مع استمرار تفاقم وضعه الصحيّ والنفسيّ".
وأكّد نادي الأسير، أنّ استمرار عزل الأسير أبو نواس هي عملية قتل بطيء في ظل المعطيات التي ترد حول ما آل إليه وضعه الصحيّ مؤخرا، فقد قضى ما مجموعه 20 شهرا في العزل الانفراديّ منها 14 شهرا بشكل متواصل، وبعد جهود بذلها رفاقه الأسرى تم إنهاء عزله منتصف العام الماضي، إلا أنّ إدارة السجون عزلته مجددا قبل نحو 6 أشهر.
ووفقا لزوجته التي تمكّنت من زيارته مؤخرا بعد منع استمر عدة أشهر، "أكّدت أنّ زوجها يواجه وضعا خطيراً، مجرداً من أي مقتنيات داخل زنزانته، ملابسه متسخة، يعاني من نقص شديد في الوزن، وحينما سألته عن وضعه في شهر رمضان، دهش أننا في رمضان، إذ لا توجد أي وسيلة تربطه بالعالم الخارجي كالراديو والتلفاز، ولم يعد لديه قدرة على إدراك الوقت، كما أنّ الطعام المقدم له سيئ كمّاً ونوعاً، وعلى مدار الفترة الماضية ترفض إدارة السجن السماح لعائلته بإدخال ملابس له".
يذكر أن الأسير أبو نواس تعرض لعملية تنكيل ممنهجة استمرت منذ شهر فبراير/ شباط عام 2020، بعد أن واجه الأسرى عملية قمع واسعة في سجن "عوفر"، خلالها اعتدت عليه قوّات القمع وأُصيب بجروح، ونُقل لاحقا إلى العزل الانفراديّ. وخلال فترة عزله الأولى لم تتمكّن عائلته من زيارته، حيث تحرم إدارة سجون الاحتلال الأسير المعزول من زيارة العائلة تلقائيا، وتعرقل كذلك زيارات المحامين له.
والأسير أبو نواس متزوج وأب لثلاث طفلات، وهو معتقل منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، عندما نُقل للعزل كان موقوفا، وكان من المفترض أن يصدر بحقّه حُكم لعدة أشهر، إلا أنه وبعد ادعاء إدارة السّجون أنّه قام بضرب أحد السّجانين ومواجهته، وتطلب سلطات الاحتلال اليوم الحكم عليه بالسّجن لمدة تصل لـ16 عاما.
ومن الجدير ذكره أن سياسة العزل الانفراديّ، تُشكّل إحدى أقسى وأخطر السياسات التّنكيلية التي تُمارس بحقّ الأسرى بمستوياتها المختلفة، إذ يتم احتجاز المعتقل لفترات طويلة بشكلٍ منفرد، في زنزانة معتمة ضيقة قذرة ومتسخة، تنبعث من جدرانها الرطوبة والعفونة على الدوام؛ وفيها حمام أرضي قديم، تخرج من فتحته في أغلب الأحيان الجرذان والقوارض؛ ما يسبب مضاعفات صحية ونفسية خطيرة على المعتقل، ومؤخرا صعّدت إدارة سجون الاحتلال من عمليات العزل الانفراديّ التي طاولت حتى نهاية شهر مارس/آذار 29 أسيرا منهم أسرى "نفق الحرية".
على صعيد آخر، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان صحافي، أن الأسيرين موسى صوفان وعلي الرجبي يمران بأوضاع صحية غاية في السوء، وذلك لما يتعرضان إليه من انتهاكات طبية بحقهما، فإدارة سجون الاحتلال لا تكترث لما يعانيه هذان الأسيران من أمراض وآلام، حالهما حال غيرهما من الأسرى المرضى، وتمعن في إهمالهما وحرمانهما من العلاج، وتكتفي بإعطائهما المسكنات التي تفاقم من حدة أمراضهما وإصابتهما.
وأوضحت الهيئة أن الأسير موسى صوفان (48 عاماً) من طولكرم، والقابع بمعتقل "عسقلان" يعاني في الفترة الأخيرة من تراجع ملحوظ بوضعه الصحي، إذ تبين أنه يعاني من ورم أسفل الرئة اليمنى، وهو بانتظار إجراء فحوصات أخرى وبناء على نتائجها سيتم اتخاذ قرار بخصوص الورم، وفي الغالب سيخضع لعملية جراحية لإزالته.
ولفتت الهيئة إلى أن الأسير صوفان يشكو من مشاكل في الرئة منذ عام 2017، عدا عن مشاكل صحية أخرى من بينها القلب وضيق التنفس ومشكلة الديسكات في الرقبة والظهر، وإدارة سجون الاحتلال أهملت حالته بشكل كبير وماطلت في تشخيص ما يعانيه من أمراض وفي تقديم العلاج له مما أدى إلى تدهور وضعه.
أما عن الأسير علي الرجبي من مدينة الخليل، والمحتجز بسجن "شطة"، فقد أشارت الهيئة إلى أنه يشتكي من وجود مياه بيضاء في عينيه، وقد أُجريت عملية لعينه اليسرى، وهو بانتظار تحويله لإجراء عملية لعينه اليمنى، لكن إدارة المعتقل تماطل حتى اللحظة في تحويله.
ولفتت الهيئة إلى أن الأسير الرجبي يعاني أيضاً من صداع نصفي ومن ديسكات في ظهره وآلام بالمفاصل، وهو بحاجة ماسة لرعاية طبية لوضعه الصعب، لكن إدارة السجن تستهتر بحالته.