تُعاني مدينة مصياف في ريف حماة الغربي من مشاكل خدماتية كثيرة، وسط إهمال مجهول الأسباب من قبل حكومة النظام السوري التي تركز جل اهتمامها على الملف العسكري في المنطقة والتصدي للغارات الإسرائيلية. وتقول صحيفة "الفداء" المحلية التابعة للنظام إن أهالي مدينة مصياف يأملون بأن تعيش مدينتهم واقعاً أفضل يخفف معاناتهم بعدما وصلوا إلى "حد الملل" من تقديم الشكاوى لمؤسسات النظام التي لا تلقي بالاً لتلك الشكاوى المتكررة، بحجة أنه لا توجد إمكانيات لتحسين الخدمات.
ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد السكان في مدينة مصياف، حيث يعاني الأهالي من جراء نقص الخدمات عدا عن الفقر وتدني نسبة الدخل وانتشار الأمراض.
وتفيد الصحيفة بأن أكثر الأزمات التي يتحدث عنها أهالي مصياف هي تراكم القمامة في المدينة، وإشغال الأرصفة التي تعوق حركة المارة والسيارات، والإنارة الغائبة عن شوارع المدينة، وسوق الغنم الموجود عند مدخل المدينة السياحية، ومكب القمامة حيث تُرمى نفايات مصياف و11 قرية من محيطها.
وتنتج عن تراكم القمامة في المدينة روائح كريهة في مختلف الشوارع. وتقول رباب صبيح، وهي من سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن السبب هو عدم وجود عدد كاف من العمال لدى البلدية التي تتذرع بعدم وجود إمكانيات للتوظيف وتشغيل المزيد من آليات لنقل القمامة. تضيف صبيح أن مشكلة القمامة تترافق أيضاً مع مشكلة في شبكات الصرف الصحي التي تزيد من الأزمة وتؤدي إلى تكاثر الحشرات الناقلة للأمراض.
وتشير صحيفة "الفداء" إلى وجود مشاريع من قبل مجلس المدينة التابع للنظام، واصفة إياها بـ"الخجولة". تضيف نقلاً عن رئيس مجلس المدينة أحمد الباشا، أن "هناك مشاريع عدة تخص الصرف الصحي بقيمة 138 مليون ليرة". ويخشى السكان من انسداد شبكة الصرف الصحي مع اقتراب الشتاء، ما يعني تفاقم الكوارث مع تراكم القمامة التي من الممكن أن تهدد المحاصيل الزراعية ومياه الشرب في المدينة ومحيطها.
ويقول الباشا إن المجلس وجه إنذاراً إلى العاملين في سوق الغنم بهدف إخلاء المكان، مؤكداً على عدم وجود إمكانيات في الوقت الحالي من أجل إنارة الشوارع وترميم الأرصفة. ويشكو سكان المدينة من الضوضاء التي يسببها سوق الغنم بالإضافة إلى الرائحة الكريهة. ويطالب السكان مجلس المدينة بنقل هذا السوق إلى مكان آخر خارج المدينة، ويؤكدون على أنه يسيء إلى المدينة كونه يقع بالقرب من منطقة تعد سياحية ويقصدها سكان المناطق الأخرى.
في هذا الإطار، يؤكد أحد الأهالي لـ"العربي الجديد"، أنه "لا توجد سياحة وسياح في الوقت الحالي في مصياف بسبب إهمال المدينة والمنطقة من قبل حكومة النظام وضعف الجانب الخدمي وانعدام البنية التحتية في جميع المجالات، وخصوصاً المرافق السياحية منها".
ويسأل المواطن س. ر. الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية: "كيف يمكن أن تكون المدينة سياحية والطرقات محفرة ومن دون إنارة والقمامة في كل مكان ورائحة الصرف الصحي أيضاً، بالإضافة إلى رائحة الأغنام وغيرها من المشاكل التي تتطلب تدخلاً حقيقياً وتحتاج إلى كمية كبيرة من المال؟".
ويؤكد أن حكومة النظام تدعم مناطق أخرى لجعلها سياحية وتهمل مصياف لأسباب غير واضحة، مضيفا أن السكان يرون اهتمام النظام والمليشيات التابعة له بالمواقع العسكرية وإعادة ترميمها وبنائها، وهي التي تتعرض بشكل متكرر لغارات جوية مجهولة أو إسرائيلية.
يتابع أن عدم وجود إنارة في الشوارع المليئة بالحفر يهدد أمن السكان الصحي، إذ يتسبب بحوادث سير. وهناك الكثير من السكان تعرضوا لكسور في الأيدي أو في الأرجل بسبب السقوط في الشارع نتيجة عدم وجود إنارة بالإضافة إلى الحفر.