النظام الصحي في غزة "على شفير الانهيار التام"

31 ديسمبر 2024
خلال نقل مرضى من مستشفى كمال عدوان شمالي غزة، 28 ديسمبر 2024 (داود أبو الكاس/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تقرير الأمم المتحدة يؤكد أن الضربات الإسرائيلية على مستشفيات غزة منذ أكتوبر 2023 دفعت النظام الصحي إلى شفير الانهيار، مما أثر بشكل كارثي على قدرة الفلسطينيين في الوصول إلى الرعاية الصحية.
- المزاعم الإسرائيلية بوجود جماعات مسلحة في المستشفيات تظل غامضة وفضفاضة، ولم تقدم إسرائيل أدلة كافية لدعم هذه الادعاءات، مما يثير تساؤلات حول مصداقيتها.
- اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية تؤكدان أن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى خروج مستشفيات رئيسية عن الخدمة، مما يهدد حياة المدنيين ويستدعي حماية المنشآت الطبية وفق القانون الدولي.

خلص تقرير أصدرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نُشر الثلاثاء، إلى أن الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على المستشفيات أو محيطها في قطاع غزة، جعلت النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على "شفير الانهيار التام".

وقالت المفوضية، في بيان أرفق بالتقرير، إن "نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة ومحيطها، والعمليات القتالية المرتبطة بها، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام، ما أثر بشكل كارثي في قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية".

ولفت البيان إلى أن المزاعم الإسرائيلية بشأن وجود جماعات مسلحة في المستشفيات في غزة "غامضة وفضفاضة". وجاء فيه أن "إسرائيل تزعم، في معظم الحالات، أن الجماعات الفلسطينية المسلحة كانت تستخدم المستشفيات. إلاّ أنّها لم توفّر حتى اليوم سوى القليل من المعلومات لإثبات هذه الادعاءات، التي ظلت غامضة وفضفاضة، وفي بعض الحالات تبدو متناقضة مع المعلومات المتاحة علناً".

وقال مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن مستشفيات غزة قد تحوّلت إلى "مصيدة للموت". وأضاف: "كأنّ القصف المتواصل والوضع الإنساني المتردي في غزة لم يكونا كافيَيْن، فأمسى الملاذ الوحيد الذي يجدر أن يشعر فيه الفلسطينيون بالأمان، مصيدة للموت"، مشدّداً على "أن حماية المستشفيات أثناء الحرب أمر بالغ الأهمية، وعلى جميع الأطراف أن تحترم هذا المبدأ في جميع الأوقات".

وأمس الاثنين، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحرب أدت إلى "تقويض" نظام الرعاية الصحية في شمال غزة، مشيرة إلى أن مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي "خرجا عن الخدمة تماماً". وقالت إن استهداف إسرائيل المستشفيات ومحيطها في شمال قطاع غزة أدى إلى تدمير النظام الصحي بالكامل هناك.

وأضافت في بيان أن انهيار النظام الصحي بالكامل في شمال غزة جراء هذه الهجمات، وضع المدنيين أمام "خطر الحرمان من الرعاية الصحية المنقذة للحياة". وجدد الدعوة العاجلة لحماية المنشآت الطبية بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني، مشدداً على أن ذلك "واجب قانوني وأخلاقي يهدف إلى حماية حياة الإنسان".

ومنذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول، تركز إسرائيل عملياتها في شمال قطاع غزة، وتقول إن الهدف هو منع حركة حماس من إعادة تجميع صفوفها في المنطقة. ويومي الجمعة والسبت، شنت القوات الإسرائيلية غارة واسعة على مستشفى كمال عدوان. وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن قواته قتلت نحو 20 مسلحاً فلسطينياً واعتقلت "240 إرهابياً" في الغارة، واصفاً إياها بأنها واحدة من "أكبر العمليات" التي أجراها في القطاع الفلسطيني.

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن الغارة الإسرائيلية أدت إلى خروج مستشفى كمال عدوان، وهو آخر مرفق صحي كبير في شمال غزة، عن الخدمة وإفراغه من المرضى والموظفين.

ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر، يستهدف الجيش الإسرائيلي القطاع الصحي في القطاع ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها، ويمنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجدداً في 5 أكتوبر الماضي.

(فرانس برس)

المساهمون