أعاد النظام السوري 15 أسرة نازحة إلى مدينة الحجر الأسود الملاصقة للعاصمة دمشق، والتي سيطر عليها قبل أكثر من ثلاث سنوات، في حين تنتظر 70 عائلة السماح لها بالعودة بالرغم من حصولها على الموافقات الأمنية المطلوبة، من أصل نحو 100 ألف عائلة كانت تقطن في المدينة قبل عام 2011.
وقال النازح من الحجر الأسود أبو علاء (60 سنة)، لـ"العربي الجديد"، إنه ينتظر منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويراجع الأفرع الأمنية ليتم السماح له بالعودة إلى منزله، وإلى اليوم لم يحصل على الموافقة، موضحا: "أنا نازح من الجولان المحتل منذ أكثر من 50 سنة، وأخاف أن أموت قبل العودة إلى منزلي. الحديث عن كون سبب منعنا من العودة هو غياب الخدمات عبارة عن ذرائع، فالمنطقة تم نهبها بشكل تام، ولم يبق بها باب ولا نافذة، وهناك منازل تم هدمها لسحب الحديد من جدرانها".
وقال النازح محمد.م (56 سنة): "قدمت أوراقي وأوراق عائلة شقيقتي للسماح لنا بالعودة إلى منزلنا، لكن لم تصدر الموافقة الأمنية بعد، وجرى استدعاؤنا إلى فرع التحقيق، وهناك علمنا أن السبب هو شقيقي، وهو معارض لاجئ في إحدى الدول الأوروبية. نتعرض لابتزاز مادي بحجة تأمين الموافقات الأمنية، وتعرضنا لعملية نصب من أحد الأمنيين. الأجهزة الأمنية قامت بتسوية أوضاع مسلحين قاتلوا ضدهم سنوات، واليوم يقاتلون معهم، ونحن الذين بقينا في دمشق، ولم نشارك بأي قتال، نحرم من العودة إلى منازلنا".
ولفت إلى أن "الناس تريد العودة إلى منازلها، حتى لو وضعت النايلون على النوافذ والأبواب، وكانت المنطقة بلا كهرباء أو ماء. ستظل أرحم من دفع إيجارات المنازل في دمشق، حيث وصل الإيجار في مناطق العشوائيات إلى أكثر من 150 ألف ليرة، في حين أن دخل الموظف في المتوسط نحو 85 ألف ليرة".
بدوره، أكد رئيس مجلس مدينة الحجر الأسود خالد خميس، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن 15 عائلة عادت إلى المدينة بعد حصولها على الموافقات اللازمة، من أصل نحو 1150 عائلة تقدمت بطلب العودة، في حين حصلت على الموافقات اللازمة 70 عائلة، وباقي الموافقات ترد تباعاً مع استكمال تجهيز البنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، ومجلس المدينة بدأ بمنح إذن ترميم بسيط للأهالي، من أجل ترميم منازلهم.
وبيّن خميس أن المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها قامت باستكمال تجهيز بئرين، وبناء المناهل بعد تركيب مولد كهرباء وتركيب خزان ماء بالقرب من المناهل، مع عدة حنفيات، كما سيتم تركيب خزانات مياه في الأحياء الثلاثة المسموح بالعودة إليها من أجل تزويد المواطنين بمياه الشرب بالتعاون مع منظمة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر، كما يجرى حالياً تركيب أعمدة إنارة الشوارع الرئيسية بالطاقة الشمسية.
وتابع أن شركة كهرباء ريف دمشق قامت بإعادة تأهيل شبكات الكهرباء في المدينة، وتأهيل الأبراج، ومد الكابلات الأرضية، وأن نسبة ترحيل الأنقاض والأتربة من شوارع المدينة الرئيسية تجاوزت 90 في المائة، و60 في المائة من الشوارع الفرعية بأحياء الثورة وتشرين والجولان الجنوبي والجولان الشمالي والاستقلال، وإنجاز جزء كبير من الصرف الصحي، وستجرى المباشرة بتأهيل المدارس لعودة الطلاب إليها.
ويشار إلى أن مدينة الحجر الأسود ملاصقة لمدينة دمشق، لكنها تتبع محافظة ريف دمشق، وكان نحو 80 في المائة من سكانها، قبل عام 2011، من نازحي محافظة القنيطرة.