أعربت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الخميس، عن رفضها القاطع لـ"الافتراءات التي نشرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدّعيةً أنّها اعتقلت 20 إرهابياً متنكّرين في زيّ طواقم طبية" خلال اقتحام مستشفى الأمل في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وأفادت الجمعية في بيان: "نؤكد أنّ قوات الاحتلال اعتقلت تسعة من طواقمه (مستشفى الأمل) الطبية والإدارية" التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، إلى جانب "تسعة من المرضى ومرافقيهم الذين تعذّر إجلاؤهم من المستشفى في الخامس من فبراير/ شباط الجاري، نظراً إلى صعوبة وضعهم الصحي الذي لا يحتمل نقلهم إلى مكان آخر".
أضافت الجمعية أنّها "لا ترى في هذه الافتراءات سوى جزء من مسلسل الأعذار التي تختلقها قوات الاحتلال لتبرير حصار المستشفيات وقصفها واقتحامها وقتل الطواقم الطبية التابعة للجمعية وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية في قطاع غزة".
يُذكر أنّ سيناريوهات متشابهة، بطريقة أو بأخرى، تتكرّر منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك في سياق ضرب المنظومة الصحية في القطاع المحاصر والمستهدف.
أفراد طواقم مستشفى الأمل ليسوا إرهابيين
وبيّنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ "أساليب قوات الاحتلال في التحريض على الطواقم الطبية وكوادرها واتهامها بالقيام بأعمال تخرج عن نطاق مهمّتها الإنسانية ما هي إلا محاولة بائسة لتبرير ارتكابها جرائم الحرب"، من خلال قتل الطواقم الطبية وقصف المستشفيات وتدميرها.
وأكّدت الجمعية أنّ "طواقمنا الطبية وكوادرنا من عاملين ومتطوّعين تلتزم بشكل صارم بأحكام القانون الدولي الإنساني المتعلقة بالمهام الطبية، وتخصّص نفسها للعمل الإنساني حصراً، ولا تقوم بأيّ عمل خارج نطاق مهمتها الإنسانية".
كذلك، شدّدت الجمعية على أنّها "ملتزمة بالمبادئ الإنسانية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ولا سيّما الحياد وعدم التحيّز"، مضيفةً: "نحافظ على احترام شارتها الحمراء ورسالتها الإنسانية في تقديم الخدمات الطبية والإغاثية لكلّ محتاج من دون تمييز".
وأهابت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بـ"المجتمع الدولي والدول الموقّعة على اتفاقيات جنيف العمل لحماية طواقم الجمعية ومرافقها من الاستهداف الممنهج والمتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
وكانت حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مواقع رسمية، قد تداولت صوراً تظهر اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي أطباء ومسعفين ومرضى مسنّين في داخل مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة خانيونس الجنوبية، بزعم أنّهم "عناصر من حركة حماس".
وزعمت الحسابات الإسرائيلية التي تداولت تلك الصورة أنّ الأطباء والمسعفين المعتقلين الذين يظهرون فيها وهم راكعون على ركابهم فيما كُبّلت أيديهم "يتنكرّون بزيّ طبي".
The Israeli occupation released a photo of kidnapped Palestinian medical workers and elderly patients at the PRCS's Al Amal Hospital, calling them "terrorists"! pic.twitter.com/3i7IPAl8Sb
— PALESTINE ONLINE 🇵🇸 (@OnlinePalEng) February 15, 2024
ومنذ أسابيع، تصعّد قوات الاحتلال حملتها العسكرية ضدّ المنظومة الصحية في خانيونس، وقد أجبرت في الأيام الماضية آلاف النازحين الفلسطينيين على الخروج من مستشفى الأمل بعد محاصرته واقتحامه، وكذلك من مجمّع ناصر الطبي الذي اقتحمته اليوم الخميس.
يُذكر أنّ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أعلنت، أمس الأربعاء، عن تعرّض محيط مستشفى الأمل في خانيونس لقصف إسرائيلي عنيف، الأمر الذي أسفر عن أضرار مادية في مبنى تلك المنشأة الطبية.
(الأناضول، العربي الجديد)