حذّر رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ التابعة للأمم المتحدة، هوسونغ لي، الإثنين، من أنّ التحدّيات التي تواجهها البشرية في مكافحة الاحترار هي اليوم "أكبر من أي وقت مضى"، وذلك خلال اجتماع شاركت فيه 195 دولة لوضع اللمسات الأخيرة على تقرير قاتم عن تداعيات التغيّر المناخي.
وبعد أكثر من قرن ونصف من التنمية الاقتصادية عبر الوقود الأحفوري، ارتفعت حرارة الأرض قرابة 1,1 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، ما أدى إلى مضاعفة موجات الحر والجفاف والعواصف والفيضانات المدمرة.
“This is the final phase of a strict & meticulous review process of the report assessing impacts, adaptation & vulnerability to #climatechange.” - #IPCC Chair Hoesung Lee at today’s opening ceremony.
— IPCC (@IPCC_CH) February 14, 2022
Follow #LIVE ➡️ https://t.co/Orq1iR8PUX pic.twitter.com/HLe9ubVVQ6
وفي الجزء الأول من تقريرها الذي نشر في آب/أغسطس الماضي، قدّرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن درجة الحرارة ستصل في 2030، أي قبل عشر سنوات مما كان متوقعا، إلى عتبة +1,5 درجة مئوية، الهدف الأكثر طموحا لاتفاق باريس.
ارتفعت حرارة الأرض قرابة 1,1 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، ما أدى إلى مضاعفة موجات الحر والجفاف والعواصف والفيضانات المدمرة
وقبل الجزء الثالث المقرر إصداره في إبريل/نيسان بشأن حلول لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، يبحث الجزء الثاني الذي تبدأ المفاوضات حوله الإثنين، في تأثيرات الاحترار وطرق الاستعداد له (التكيف).
ويفترض أن يساهم هذا الجزء في تقليل تداعياته في كل القارات وعلى كل الأصعدة: الصحة والأمن الغذائي ونقص المياه ونزوح السكان وتدمير النظم البيئية...
وقال هوسونغ لي في بثّ مباشر عبر الفيديو، إنّ "الحاجة إلى تقرير مجموعة العمل 2 لم تكن يوماً كما هي عليه الآن، لأنّ التحدّيات الآن هي أكبر من أي وقت مضى".
.@IPCC_CH Chair Hoesung Lee highlights the need for WG II report has never been greater, as the stakes have never been higher. He notes the report will integrate natural, social & econ sciences, and provide policy makers with info to make & shape policies. #climatechange #AR6
— Earth Negotiations Bulletin (@IISD_ENB) February 14, 2022
وأوضح رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، أن حوالى 4,5 مليارات شخص على هذا الكوكب واجهوا كارثة مرتبطة بظاهرة جوية في العشرين عاما الماضية"، وتابع: "نحن نعزّز الغلاف الجوي بالوقود الأحفوري"، مقارناً النتيجة بـ"الأداء المعزّز" للرياضيين الأولمبيين الذين استخدموا منشّطات محظورة.
وأظهرت نسخة أولية من هذا النص حصلت عليها وكالة فرانس برس في يونيو/حزيران الماضي، أن الحياة كما نعرفها ستتغير حتما على المدى القصير.
As the #IPCC starts to approve the 2nd part of their #ClimateReport (looking at Impacts, Adaptation & Vulnerability)...
— Stephen Cornelius (@SteveJCornelius) February 14, 2022
A reminder of some impacts & risks of #ClimateChange - and highlighting that we need to limit global warming. 1.5°C is safer 2°C for people & nature. pic.twitter.com/HIqY8hyPNI
في كل القارات تقريبا، يشهد العالم ازدياد وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها، كما في العام الماضي حين اجتاحت الحرائق الغرب الأميركي واليونان وتركيا، وغمرت الفيضانات مناطق في ألمانيا والصين، وسُجّلت درجات حرارة قياسية اقتربت من 50 درجة مئوية في كندا.
Governments & businesses must take big steps to reach net zero emissions by 2050.🏭
— UN Environment Programme (@UNEP) February 14, 2022
👉However, every individual must do their part.
Whether it's using public transport🚆sustainable foods🍏or saving energy⚡you can join the #ActNow movement!
Via @UN https://t.co/D59MtEAGRy pic.twitter.com/BSFIshqx1N
تحفيز
وقالت مديرة الشؤون المناخية في الأمم المتحدة إنغر أندرسون: "نحن نعلم (...) أنّ زيادة تأثيرات تغيّر المناخ تفوق بشكل كبير جهودنا للتكيّف معها".
.@UNEP ED Inger Anderson: acknowledgn science & evidence is only the 1st step; we must now turn the step to a sprint to keep 1.5ºC within reach. The @IPCC_CH #AR6 WG II report will help govts shape response to #climatechange impacts already locked in & prepare for future impacts.
— Earth Negotiations Bulletin (@IISD_ENB) February 14, 2022
وأضافت: "نحن نعلم أنّ العالم اطّلع على الأدلة العلمية التي قدّمتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ عاماً بعد عام وعقداً بعد عقد، لكنّ الإقرار بها ليس إلا خطوة أولى".
وفي مواجهة هذا المشهد والحاجة إلى خفض الانبعاثات بحوالى 50 % بحلول العام 2030 حتى يبقى الاحترار تحت عتبة + 1,5 درجة مئوية، تعهد قادة العالم في قمة المناخ "كوب26" في غلاسغو في نوفمبر/تشرين الثاني تسريع وتيرة مكافحة الاحترار المناخي.
وعلّق وقتها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بأن ذلك "لا يكفي" لدرء "كارثة المناخ التي تستمر في تهديد" الكوكب داعيا إلى التخلص من استخدام الفحم.
وقال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري لوكالة فرانس برس، إنه فيما يطلب من الدول تعزيز طموحها بحلول نهاية 2022 في قمة المناخ كوب27 في مصر، "آمل أن يكون هذا التقرير بمثابة تحفيز بالنسبة إلى البعض".
كما أعرب لي، الإثنين، عن أمله بأن يساهم التقرير في "دمج العلوم الاقتصادية والاجتماعية بشكل أقوى، وتزويد صنّاع القرار بمعلومات ومعارف لمساعدتهم على تطوير سياسات واتخاذ قرارات".
ومن المقرر أن ينشر هذا التقييم الجديد للهيئة الأممية في 28 فبراير/شباط، بعد أسبوعين من الاجتماع الافتراضي لـ195 دولة من الدول الأعضاء التي ستدقق، سطرا بسطر، كلمة بكلمة، في "ملخص صنّاع القرار".
وفي هذا التقرير الجديد الذي ينشر بعد التقرير الأخير الصادر قبل سبع سنوات، يتم إيلاء الاهتمام إلى "التكيف"، أي الحلول للتعامل مع آثار تغير المناخ.
وأوضحت الرئيسة المشاركة للهيئة ديبرا روبرتس أن "التركيز على حلول (التكيف) ليس قائمة تسوّق لما يمكن القيام به فحسب، بل هو أيضا تقييم لفعالية الإجراءات وجدواها".
من جانبه، قال عالم المناخ لوران بوب أحد واضعي التقرير لوكالة فرانس برس إن "هناك حدودا للتكيف".
وأضاف: "في بعض المناطق، إذا تجاوزت درجات الحرارة مستويات عالية جدا، لن تكون الحياة البشرية ممكنة. وإذا ارتفع مستوى سطح البحر في بعض المناطق الساحلية بأكثر من متر، لن تكون الحماية بالسدود ممكنة".
(فرانس برس)