تخرج الولايات المتحدة ببطء من عاصفة تاريخية أسفرت عن مصرع 59 شخصاً على الأقل، بينما يستمرّ تأثيرها في منطقة بوفالو والمطارات، وقد ألغيت رحلات مئات الآلاف من الركاب. وشهدت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة تساقُط الثلوج بغزارة وانخفاضاً مفاجئاً في درجات الحرارة. كما أنّ الطقس السيئ تسبّب في خراب كبير، حتّى في المناطق المعتادة على فصول الشتاء القاسية، لدرجة أنّ فرق الإنقاذ وجدت نفسها عالقة في بعض الأحيان.
وبحسب حصيلة جديدة صدرت اليوم الأربعاء، شهدت مقاطعة إيري في نيويورك، حيث تقع مدينة بوفالو قرب الحدود مع كندا، 37 وفاة على الأقل من بين 59 حالة وفاة مرتبطة بالعاصفة.
وعُثر على جثث أشخاص في سياراتهم أو في الشارع، بعضهم توفّي بعد انتظار إنقاذه لساعات. وعمّ الشعور بالصقيع بدرجات متفاوتة في معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك في تكساس وفلوريدا، غير المعتادتَين على مثل هذه الظروف الجوية. ورغم تحسن الوضع في فلوريدا مع ارتفاع درجات الحرارة، أكدت السلطات أنّ ذلك لا يعني خروج السكان من دائرة الخطر. وحذّر المسؤول التنفيذي في مقاطعة إيري مارك بولونكارز من أنه "مع ارتفاع درجات الحرارة، نتوقّع ذوبان الجليد وحدوث فيضانات محتملة بسبب الذوبان السريع".
في هذه الأثناء، ظلّ حظر قيادة السيارات سارياً في بوفالو. وقال المسؤول على "تويتر" إن الحرس الوطني سينتقل من باب إلى باب في المناطق التي لم تستعِد الكهرباء بعد، للتأكّد من سلامة السكان.
أكوام من الحقائب
في المطارات، وخصوصاً في دنفر وشيكاغو وبالتيمور، تواصلت الاضطرابات في ظلّ إلغاء الرحلات الجوية المتتالية في عطلة الميلاد. وفي حين عادت وتيرة عمل معظم شركات الطيران إلى طبيعتها، استمرّت شركة "ساوثويست إيرلاينز" في التعامل مع كارثتها الخاصة المتمثّلة في خدماتها في الأيام الأخيرة. فمن بين حوالي 2800 رحلة تم إلغاؤها صباح الأربعاء، كان من المفترض أن تشغّل "ساوثويست" أكثر من 2500 رحلة، وفقاً لموقع "فلايت أوار".
ومساء أمس الثلاثاء، اعتذر المدير التنفيذي بوب جوردان في رسالة عبر الفيديو عن الأمر. وقال: "نبذل كلّ ما في وسعنا لعودة الأمور إلى طبيعتها... أنا آسف حقاً".
من جهته، أعرب نائب رئيس اتحاد طياري "ساوثويست" مايك سانتورو عن إحباطه عبر شبكة "سي أن أن" الإخبارية، موضحاً أنّ الشركة تعمل منذ مدة طويلة عبر نظام كمبيوتر "قديم إلى حدّ كبير"، ما يجعل تنظيم الرحلات الجوية معقّداً. وقال: "سئمنا الاعتذار نيابة عن ساوثويست"، داعياً الشركة إلى الاستثمار في تحديث نظامها. أضاف: "هذا أكبر اضطراب صادفته في حياتي منذ 16 عاماً (من العمل) مع الشركة. إنه أمر محرج".
وأشار وزير النقل بيت بوتيدجيج إلى أنه سيتحقّق عن قرب "ممّا حدث لنظام" الشركة. وقال لقناة "إن بي سي": "على الرغم من أننا نفهم أنه من المستحيل التحكّم بالطقس، إلّا أنّ الواضح أنه في هذه الحالة تمّ تجاوز الخط الفاصل بين حالة لا يمكن السيطرة عليها في ما يتعلق بالطقس، ووضع نابع من المسؤولية المباشرة للشركة".
وصباح اليوم الأربعاء، كانت مئات الحقائب لا تزال مكدّسة في مطار بالتيمور في ولاية ميريلاند في انتظار إعادتها إلى أصحابها. وكان أحد زبائن "ساوثويست"، ويدعى دونالد سنيدر، واقفاً مع حوالي 40 شخصاً آخرين خارج مكتب الأمتعة التابع للشركة. وقال: "كانت لدي رحلة الأحد إلى إنديانابوليس، ولكن تمّ إلغاؤها بعدما تمّ تسجيل حقائبي"، مضيفاً: "لم أحاول المجيء في وقت سابق هذا الأسبوع، بدا الأمر كأنه فوضى. لكنني آمل أن أستعيد حقائبي اليوم".
في هذا الوقت، كان آخرون يحاولون استعادة أمتعتهم بمساعدة موظفي الشركة، وسط مئات الحقائب المكدّسة والتي جرى تصنيفها وفق الرحلة.
(فرانس برس)