بدأ المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، اليوم الأربعاء، زيارة إلى اليمن، في مسعى منه إلى الاطلاع على تحديات العمل الإنساني، وذلك قبل أسابيع من انعقاد مؤتمر المانحين الخاص بدعم خطة الاستجابة الإنسانية 2022.
وتهدف زيارة المسؤول الأممي الرفيع إلى حشد دولي لمصلحة الخطة الإنسانية الجديدة وطمأنة مجتمع المانحين من خلال الحصول على ضمانات من أطراف النزاع اليمني بعدم عرقلة العمل الإنساني، خصوصاً عقب تقليص الدول المانحة للمساعدات نتيجة العقبات التي تتعرّض لها الأعمال الإغاثية، من عمليات نهب وحرف لمسار المساعدات.
وعقد المسؤول الأممي سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بالعاصمة المؤقتة عدن، قبل أن ينتقل إلى العاصمة صنعاء للقاء السلطات الحوثية، وفقاً لوسائل إعلام رسمية.
في عدن، ذكرت وكالة "سبأ" الرسمية أنّ رئيس الحكومة معين عبد الملك ناقش مع بيزلي مستوى تنفيذ الآليات المتّفق عليها بين الحكومة والبرنامج لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، وشدّد على "ضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة للحدّ من نهبها من قبل الحوثيين، بما في ذلك استكمال تطبيق نظام البصمة، بالإضافة إلى تسهيل وصول المواد الإغاثية والشحن التجارية".
#رئيس_الوزراء @DrMaeenSaeed يستقبل المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي @WFPchief والوفد المرافق له، للتباحث حول جوانب التنسيق المشترك لحشد التمويل الدولي لخطة #الأمم_المتحدة للاستجابة الإنسانية 2022، والتركيز على دعم الاقتصاد #اليمني كجزء محوري لمعالجة الأزمة الإنسانية. pic.twitter.com/cagLHoNJfe
— رئاسة مجلس الوزراء اليمني (@Yemen_PM) February 23, 2022
وفي صنعاء، عقد المسؤول الأممي سلسلة لقاءات منفصلة مع رئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً عبد العزيز بن حبتور ومع مسؤولين في الخارجية ومجلس تنسيق الشؤون الإنسانية. وتركّزت مطالب المسؤولين الحوثيين على دعوة "الأمم المتحدة للضغط على دول التحالف لإعادة فتح مطار صنعاء والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية والغاز المنزلي التي يتمّ احتجازها رغم حصولها على كافة التصاريح والتراخيص الأممية اللازمة".
في المقابل، أبلغ المسؤول الأممي السلطات الحوثية بضرورة "توطيد جوانب العمل وتعزيز الشفافية في العمل المشترك وعدم إعطاء أيّ ذرائع للدول المانحة للتحفظ على تعهداتها نتيجة مشكلات إدارية أو تأثيرات أخرى قد تعرقل العمل في اليمن يمكن معالجتها بصورة عاجلة من قبل مكتب البرنامج في صنعاء".
وأشار مدير برنامج الأغذية العالمي إلى أنّ العمل كفريق واحد وتكثيف الجهود المشتركة يساهم في خدمة الشعب اليمني والمساهمة المؤثرة في خدمته والتخفيف من معاناته، وفقاً لوكالة "سبأ" في نسختها التي يصدرها الحوثيون.
وتنظم حكومتا السويد وسويسرا، في 16 مارس/ آذار المقبل، مؤتمر الاستجابة الإنسانية الخاص باليمن 2022، وتطالب الأمم المتحدة بتوفير 3.9 مليارات دولار أميركي للوفاء بالتزاماتها وإيصال المساعدات إلى ملايين المتضررين من الحرب في البلاد الممتدّة منذ نحو سبعة أعوام.
تجدر الإشارة إلى أنّ تقريراً أممياً حديثاً كشف أنّ خمسة ملايين يمني فقط من أصل 13 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، يحصلون على حصص غذائية كاملة، فيما يحصل ثمانية ملايين على حصص منخفضة. ولفت التقرير نفسه إلى أنّه من المحتمل أن ينخفض العدد إلى مليونَي شخص في مارس المقبل، في حال لم يُوَفّر تمويل عاجل لبرنامج الأغذية العالمي.