انتشل الحرس البحري التونسي، اليوم الأربعاء، في سواحل صفاقس (شرق البلاد) جثث ثلاثة مهاجرين بعد غرق قاربهم، فيما تم إنقاذ نحو 240 آخرين كانوا ينوون الوصول إلى إيطاليا، من بينهم شبان تونسيون من محافظات مختلفة.
وتمكّنت الوحدات القارة والعائمة التابعة للمنطقة البحرية للحرس الوطني في صفاقس خلال الليلة الفاصلة بين يومي 10 و11 مايو/أيار 2022، من ضبط 10 عمليات هجرة سرية نحو السواحل الإيطالية وتم خلالها نجدة وإنقاذ أكثر من 240 مجتازاً من جنسيات عدد من دول أفريقية جنوب الصحراء، إلى جانب 8 شبان تونسيين من ولايات منوبة وسوسة والقيروان، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم إقليم الحرس البحري علي العياري.
وأكد المسؤول بالحرس البحري في تصريحات إعلامية، انتشال 3 جثث لمهاجرين من دول جنوب الصحراء تعرّض مركبهم للغرق، وحجز شاحنة و4 مراكب و3 محركات بحرية.
وقال المقدم علي العياري لرويترز، إن "خفر السواحل أنقذ 240 مهاجراً أفريقياً وثمانية تونسيين في 10 رحلات هجرة سرية، وانتشل جثث ثلاثة أفارقة غرق قاربهم قبالة سواحل صفاقس".
بدوره، أفاد المتحدث باسم محاكم صفاقس، مراد التركي، تأكيد السلطات الصحية في صفاقس وصول جثث 3 مهاجرين تم انتشالها من البحر اليوم الأربعاء، وجرى إيداعها في غرف الأموات في مستشفى الجهة.
وقال التركي لـ"العربي الجديد"، إن "البحر يلفظ جثث مهاجرين بشكل دوري"، مؤكدا أنه" بات من الصعب تحديد نقط انطلاق المراكب التي كانوا يستقلونها ".
ورجّح المتحدث أن تكون "الجثث المنتشلة حديثاً لمهاجرين غرقوا قبل أيام في سواحل صفاقس"، مشيراً إلى أن "المنطقة دخلت في دوامة لا تتوقف من محاولات الهجرة السرية".
وأصبحت صفاقس النقطة الرئيسية لانطلاق مراكب الهجرة السرية التي يتم إحباط عدد منها باعتراض المراكب في البحر وإنقاذ راكبيها من الغرق، بينما تتكدس في المستشفيات جثث المهاجرين الغارقين نتيجة صعوبات تواجهها السلطات المحلية في دفن الضحايا.
وتعاني السلطات التونسية من أزمة في إدارة جثث المهاجرين التي يلفظها البحر، أو التي يعثر عليها على الأراضي التونسية.
وطالب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مؤخراً، السلطات، ببذل جهد أكبر للتعامل مع جثث المهاجرين بكرامة. واعتبر السلطات التونسية عاجزة عن التعامل مع جثث المهاجرين التي يتم العثور عليها في البحر أو التي تجرفها الأمواج على الشواطئ.
وتزداد محاولات الهجرة السرية في تونس نحو سواحل أوروبا، على الرغم من تشديد السلطات الرقابة، الأمر الذي يشير إلى مدى صعوبة الحد منها، في ظل اليأس الذي يعاني منه الكثير من المواطنين من جراء الأزمتين الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة.
وكان المتحدث الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، قد أعلن في تصريح سابق لـ "العربي الجديد" أن "43951 مهاجراً (42703 رجال و1251 امرأة)، وصلوا إلى السواحل الإيطالية ما بين 2017 و2021، في مقابل منع 53524 مهاجراً من الوصول إلى إيطاليا في الفترة نفسها".
ولفت إلى أنّ "عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا إلى إيطاليا منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2022 بلغ 870، وعدد الذين أوقفوا بلغ 2722، بالإضافة إلى إحباط 254 عملية". أضاف أن من بين المهاجرين السريين هناك 5509 قاصرين من دون مرافقة و1335 من القاصرين مع مرافقة وصلوا إلى السواحل الإيطالية خلال السنوات الخمس الأخيرة.