انخفاض وفيات الأمهات يرتبط بالتقدم والتخطيط

02 يوليو 2023
لا يحتاج إنقاذ الأمهات إلى اختراقات علمية (يوري دياشين/ فرانس برس)
+ الخط -

بدءاً من أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، شهدت دول متقدمة عدة انخفاضاً كبيراً ومستداماً في معدل وفيات الأمهات. وتحددت نسبة هذا الانخفاض في الولايات المتحدة بـ88 في المائة بين عامي 1930 و1950، كما سجلت بريطانيا وفرنسا وأستراليا وهولندا نسباً مماثلة. وتبين أن المضادات الحيوية التي أنقذت أرواح الحلفاء في مستشفيات ساحات المعارك خلال الحرب العالمية الثانية قلصت وفيات الأمهات، وفي مقدمها "البنسلين" الذي غيّر قواعد تجنيب الأمهات العدوى التي تهدد الحياة بعد الولادة.
ولاحقاً أدى الجمع بين استخدام المضادات الحيوية، وتنفيذ ولادات في مرافق طبية تشرف عليها أطقم ماهرة للرعاية الصحية إلى إنقاذ المزيد من الأرواح. وفي أفغانستان مثلاً ارتفعت نسبة الولادات بإشراف متخصصين من 12 في المائة عام 2000 إلى 59 في المائة عام 2018، في حين تدنى معدل وفيات الأمهات بنسبة 56 في المائة، والحال مماثلة في بلدان عدة منخفضة ومتوسطة الدخل، لا سيما في آسيا وأفريقيا. 
ويفيد موقع "بغ ثينك" بأن معدل الوفيات العالمي للأمهات انخفض في الإجمال بنسبة 38 في المائة في البلدان المتدنية الدخل بين عامي 2000 و2017، وبنسبة 46 في المائة في أنحاء العالم، لكن لا تزال هناك فجوة كبيرة في النتائج بين البلدان ذات الدخل المرتفع وباقي البلدان. 

والأكيد أنه كلما كان البلد أكثر حرماناً وفقراً على الصعيد الاقتصادي، زاد احتمال وفاة الأمهات أثناء الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، من هنا أهمية تحسين الفرص الاقتصادية العالمية لفقراء العالم، لكن من الملاحظ أيضاً أن التنظيم الفعّال للأسرة يعتبر أحد أقل الوسائل تكلفة وأكثرها انتشاراً للحدّ من وفيات الأمهات، فوصول النساء بطريقة آمنة وغير مكلفة وخالية من العوائق لوسائل منع الحمل يجعلهن الأفضل استعداداً للتخطيط للحمل. 
ويقلل هذا التخطيط أيضاً احتمال الحمل مرة أخرى بعد وقت قصير جداً من الولادة، كما أن الوصول إلى وسائل منع الحمل والواقي الذكري يقلل احتمال حدوث عمليات إجهاض غير آمنة تعتبر أيضاً بين أسباب في ارتفاع معدلات وفيات الأمهات، خصوصاً في المناطق الأكثر فقراً.
وباعتبار أن انخفاض وفيات الأمهات يرتبط بالتقدم، يؤكد خبراء أن "مقدمي الرعاية الصحية يتمتعون الآن بفهم شامل لكيفية الحفاظ على حياة الأمهات والأطفال، ولا حاجة بالتالي إلى اختراقات علمية أو تكنولوجية كبيرة، وتبقى التحديات الاقتصادية والثقافية قائمة لتعزيز تقليص الظاهرة في بلدان كثيرة، وهو أمر غير صعب".

دلالات