أفادت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، بأنّ انعدام الأمن وسط الحرب االقائمة في السودان إلى جانب ضآلة التمويل الدولي يعرقلان الجهود لمساعدة ملايين الأشخاص هناك.
وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا-سلامي، في مؤتمر صحافي في جنيف: "نحن في حاجة إلى الوصول إلى 18 مليون شخص، ولن نتخلّى عن هذا الهدف، لكنّنا في حاجة إلى مزيد من الدعم الدولي وتحسين الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلينا وضمان سلامة عملياتنا".
وذكرت المنسقة الأممية أنّ 19 شخصاً من العاملين في المنظمات الإنسانية قُتلوا منذ اندلاع النزاع في منتصف إبريل/نيسان الماضي، فيما أُصيب 29 آخرون. ولم توضح نكويتا-سلامي إن كان هؤلاء العاملون قد استُهدفوا تحديدا، لكنّها ذكرت أنّ "جهودنا تُعوَّق في حالات كثيرة".
#HappeningNow:
— Clementine Nkweta-Salami (@CNkwetaSalami) October 5, 2023
My briefing to the media in Geneva.
Join at this link👇https://t.co/dYpU0gKupZ
ويشهد السودان منذ 15 إبريل الماضي حرباً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتتركّز المعارك في الخرطوم وإقليم دارفور غربي البلاد.
ومنذ بدء المعارك، قُتل نحو 7500 شخص من بينهم 435 طفلاً على أقلّ تقدير، بحسب منظمة "أكليد" غير الحكومية والأمم المتحدة، لكنّ الترجيحات تشير إلى أنّ هذه الحصيلة قد تكون أقلّ بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع.
كذلك اضطرّ نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح في داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار.
وقالت نكويتا-سلامي "لقد تمكنّا من تقديم المساعدة من خلال آلية عبر الحدود من تشاد إلى دارفور"، فيما كانت مخزونات المساعدات الإنسانية في أحيان كثيرة هدفاً للهجمات أو النهب.
أضافت أنّ "حتى منتصف سبتمبر/ ايلول الماضي، تمّ تسليم نحو 3000 طنّ من الإمدادات الإنسانية بواسطة 66 شاحنة عبر ستّ ولايات. لكنّه يتوجّب علينا أن نكون قادرين على تقديم المزيد، بأمان وبشكل متكرّر وبسرعة".
ويُعَدّ الوجود الإلزامي للعسكريين في أثناء تحميل الشاحنات في بورتسودان، حيث عاودت الأمم المتحدة تشغيل مقرّها الرئيسي، إلى جانب القتال في العاصمة الذي يجعل العمل مستحيلاً، والتأخير في الحصول على تأشيرات الدخول، عقبات إضافية أمام وصول المساعدات.
من جهة أخرى، أعربت نكويتا-سلامي عن قلقها بشأن الكوليرا. وقالت إنّ "مكافحة تفشّي الكوليرا في منطقة حرب أمر صعب، حتى في أفضل الأوقات. ومع تصاعد القتال، قد يكون من المستحيل تقريباً السيطرة عليه". وتحقّق الأمم المتحدة في ما إذا كان المرض قد وصل إلى الخرطوم وولاية جنوب كردفان.
يُذكر أنّ حتى الساعة، فشلت كلّ الجهود الدبلوماسية، التي بذلتها أطراف عدّة، في وقف القتال، وسط أزمة إنسانية معقّدة ذات أبعاد هائلة.
وبيّنت نكويتا-سلامي أنّ "ثلث النداء الإنساني فقط تمّ تمويله"، علماً أنّ "قيمته 2.6 مليار دولار أميركي".
تجدر الإشارة إلى أنّ المنسقة الأممية كانت قد دعت في مناسبات عديدة إلى ضرورة السماح لجميع المدنيين، بمن فيهم اللاجئون وغيرهم ممّن يحاولون الهروب من مناطق النزاع، بالقيام بذلك بأمان ومن دون عوائق، مع توفير طرفَي النزاع الحماية لهم.
(فرانس برس، العربي الجديد)