أفاد مسؤولون في قطاع الصحة البريطاني، اليوم الإثنين، بأنّ عدد الإصابات بالدفتيريا ارتفع هذا العام، وأشاروا إلى 50 حالة بين المهاجرين طالبي اللجوء الواصلين إلى البلاد، من بينها حالة تعود إلى رجل توفي في الشهر الماضي إثر إصابته بالمرض في مركز مكتظّ للإيواء. لكنّ المسؤولين أضافوا أنّ خطر العدوى على البريطانيين يظلّ منخفضاً جداً.
وأظهرت بيانات أصدرتها وكالة الأمن الصحي في بريطانيا أنّ الحالات الخمسين سُجّلت بين طالبي اللجوء الذين وصلوا ما بين الأوّل من يناير/ كانون الثاني من العام الجاري و25 نوفمبر/ تشرين الثاني منه، مقارنة بمعدّل يتراوح ما بين حالتَين و11 حالة في البلاد سنوياً خلال العقد الماضي.
وقدّرت وكالة الأمن الصحي أنّه من المحتمل أن يكون المصابون قد التقطوا العدوى في بلدانهم الأصلية أو في أثناء رحلات هجرتهم إلى بريطانيا، لافتة إلى أنّ زيادة مماثلة رُصدت في أماكن أخرى من أوروبا.
ويأتي ذلك وسط انتقادات توجَّه إلى الحكومة بسبب ظروف المعيشة الصعبة والاكتظاظ المفرط في منشأة في مانستون في كِنت (جنوب شرق) لإيواء المهاجرين طالبي اللجوء، الوافدين إلى بريطانيا عبر بحر المانش على متن قوارب صغيرة. فالسلطات احتجزت عدداً كبيراً من هؤلاء لأيام أو أسابيع في مانستون. يُذكر أنّه في وقت ما من الشهر الماضي، كان أكثر من أربعة آلاف شخص يقيمون في هذه المنشأة المصمّمة لاستيعاب ألف و600 شخص كحدّ أقصى.
وفي هذا الإطار، قال وزير الهجرة روبرت جنريك، في بيان وجّهه إلى البرلمان بعد نشر البيانات، إنّ ثمّة بروتوكولات سارية لمنع تفشّي العدوى، لكنّ الحكومة الآن بحاجة إلى اليقظة. أضاف أنّه "ابتداءً من اليوم، لن يدخل أحد تظهر عليه الأعراض إلى منظومة إيواء طالبي اللجوء"، لافتاً إلى أنّه إمّا يُعزَل في مركز معالجة الطلبات وإمّا في مركز عزل مخصّص لذلك.
والدفتيريا مرض معد يؤثّر بشكل أساسي على الجهاز التنفسي العلوي، وهو مرض نادر جداً في بريطانيا، نظراً إلى التحصين الروتيني ضدّه الذي قُدّم للمرّة الأولى في عام 1942. والعدوى التي تؤثّر على الأنف والحلق قد تصيب أحياناً الجلد، وقد تتحوّل إلى قاتلة إذا لم تُعالَج بسرعة.
تجدر الإشارة إلى أنّ أعداد المهاجرين طالبي اللجوء الذين يحاولون السفر على متن قوارب صغيرة عبر بحر المانش ازدادت بشكل حاد، بعد أن شنّت السلطات البريطانية حملات استهدفت مسارات الحافلات والشاحنات. وقد وصل أكثر من 40 ألف شخص إلى بريطانيا حتى الآن، منذ بداية العام الجاري، في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر، مقارنة بـ28 ألفاً في عام 2021 بأكمله، و8500 في عام 2020.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)