استمع إلى الملخص
- الفيضانات أدت إلى تدهور الوضع الإنساني الحرج بالفعل، مع انعدام الأمن الغذائي وتراجع اقتصادي ونزاع مستمر، حيث يعاني أكثر من سبعة ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي.
- برنامج الأغذية العالمي يواجه نقصًا حادًا في التمويل، مما يهدد بزيادة الجوع، ويحتاج إلى 404 ملايين دولار لتقديم المساعدات الضرورية لعام 2025.
تأثر حوالى 1.4 مليون شخص جراء الفيضانات في جنوب السودان، فيما نزح أكثر من 379 ألف شخص، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، محذرة من تفشي الملاريا. وأفادت هيئات إغاثية بأنّ الدولة الأحدث عهداً في العالم والمعرّضة بشدّة لمخاطر التغيّر المناخي، تشهد أسوأ فيضانات منذ عقود، خصوصاً في المناطق الشمالية.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا"، بأنّ 1.4 مليون شخص تأثروا بالفيضانات في 43 مقاطعة وفي منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
فيضانات جنوب السودان: نزوح وأمراض
وأضاف المكتب، في بيان صدر في وقت متأخر الجمعة، أنّ "أكثر من 397 ألف شخص نزحوا في 22 مقاطعة وأبيي". ولفت إلى تسجيل تزايد في الإصابات بالملاريا في عدة ولايات، وهو "ما ينهك النظام الصحي ويفاقم الوضع ويؤثر في المناطق التي ضربتها الفيضانات".
Floods in South Sudan continue to destroy homes, livestock, & crops, causing widespread displacement of people. As of mid-September, over 735k people were affected across 38 counties.
— EU Humanitarian Aid | Central East Southern Africa (@ECHO_CESAfrica) November 7, 2024
With EU funding, @SSRCS is on the ground, providing lifesaving support—evacuating people,… pic.twitter.com/usODpXulnG
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني، بدأ السودان بإعطاء أول لقاحات الملاريا، لتعزيز الجهود الرامية إلى حماية الأطفال من هذا المرض الفتاك.
ويُعدّ مرض الملاريا من أكثر الأمراض فتكاً بالأطفال في العالم، وهو السبب في وفاة ما يقرب من نصف مليون طفل دون سن 5 سنوات سنوياً في أفريقيا. ويستأثر السودان بأعلى معدلات الإصابة بالملاريا في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وفي عام 2023، قُدِّرت حالات الإصابة بالملاريا في السودان بأكثر من 3.4 ملايين حالة، وأودى المرض بحياة ما يُقدَّر بنحو 7900 شخص، وذلك بالرغم من احتمال وجود قصور شديد في الإبلاغ عن الحالات والوفيات بسبب النزاع المستمر وانقطاع الاتصالات.
الفيضانات تفاقم وضعاً حرجاً
وتسببت الفيضانات في تفاقم "وضع إنساني حرج بالأساس"، في ظل انعدام حاد في الأمن الغذائي وتراجع اقتصادي ونزاع متواصل وأوبئة وتبعات النزاع في السودان، وفقاً لإعلان البنك الدولي في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وثمة في جنوب السودان أكثر من سبعة ملايين شخص في وضع انعدام الأمن الغذائي، فيما يعاني 1.65 طفلا من سوء التغذية، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. ووجّه البرنامج في مطلع نوفمبر الجاري نداء عاجلا إلى المانحين يحثهم على تقديم أموال على وجه السرعة. وأوضح أن احتياطات المواد الغذائية في جنوب السودان نفدت، وأنه بحاجة إلى 404 ملايين دولار لإعداد المساعدات للعام 2025، على خلفية "الزيادة الحادة في تكاليف العمليات وفي تفشي الجوع".
وبدون تمويل سريع، توقع برنامج الأغذية العالمي أنه سيتحتم عليه لاحقا خلال السنة إلقاء المساعدات جوا للوصول إلى المجموعات المعزولة، وهي التي تواجه أكبر قدر من التهديد.
(فرانس برس، العربي الجديد)