أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، خلال مسيرة لمساندة الأسرى نظمت في دوار المنارة برام الله في الضفة الغربية اليوم الثلاثاء، أن الأسرى يتعرضون إلى عملية تجويع بلغت حد فقدان بعضهم نحو 5 كيلوغرامات من وزنهم، منذ بدء التضييق عليهم مع اندلاع الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقال لـ"العربي الجديد": "ما يجري تداوله حول الأوضاع في السجون لا يشكل إلا جزءاً يسيراً من الجريمة الكبرى المتوحشة التي ترتكب في حق الأسرى والأسيرات".
تابع: "لا يستطيع الأسرى قص شعرهم أو الاستحمام كما يجب في أوقات محددة، بحسب ما اعتادوا عليه سابقاً، وهم يتعرضون للاعتداء بالضرب، ويجري تفتيشهم عراة بطريقة مهينة، وتوجيه شتائم لهم. وقد أصيب بعضهم بجروح وكسور من دون أن يتلقوا أي علاج".
وذكر فارس أن "حوادث التنكيل بالأسرى تحصل على مدار الساعة في السجون وأقسامها، وتشمل المرضى وكبارا في السن وأشبالا ونساء، ما يشير إلى تنفيذ الاحتلال أكبر عملية للانتقام من الأسرى لا يمكن فهمها إلا بأنها محاولة لإلحاق الأذى بهم، وخلق إحباط لدى الشعب الفلسطيني".
وخلال المسيرة في رام الله رفع مئات صور الأسرى الفلسطينيين ولافتات حملت شعارات تدعو إلى إنقاذ غزة ووقف المجازر الإسرائيلية فيها. وشهدت 10 محافظات في الضفة الغربية مسيرات أخرى هتفت للأسرى وغزة، ورفعت شعارات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وعبّر أهالي أسرى تحدثوا لـ"العربي الجديد" عن قلقهم الشديد على أبنائهم في ظل تعتيم أخبارهم في شكل شبه كامل. وقالت زمزم حميدان، والدة الأسير معتصم حميدان (21 عاما)ً المتحدر من بلدة بدو شمال غربي القدس لـ "العربي الجديد": "علمت قبل يومين فقط أن ابني موجود في سجن نفحة الصحراوي بعدما كان اعتقل من منزله في اليوم الثاني للحرب، أي 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وأكدت أن ابنها تعرض لضرب خلال عملية اعتقاله، وأنها تتوقع من الاحتلال أي شيء سيئ، لذا تعتبر أن ابنها في خطر في ظل استشهاد عدد من الأسرى والأنباء اليومية عن الضرب الذي يتعرض له الأسرى. وطالبت بتنفيذ تحرك للمطالبة بتوفير معلومات عن حال الأسرى.
أما صفا خليل والدة الأسير ذياب ناصر (33 عاما) من بلدة صفا غربي رام الله فقالت لـ"العربي الجديد": "تعود آخر المعلومات التي استطعت الحصول عليها عن حال ابني إلى 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، علماً أنه معتقل منذ عام 2014، ويقبع في سجن النقب. وما يزيد قلقي على حاله ورود معلومات عن تحويل هذا السجن إلى ما يشبه سجن أبو غريب الأميركي السيئ السمعة خلال حقبة الغزو الأميركي للعراق، وأنا أناشد أي جهة توفير معلومات عن ابني وباقي الأسرى، خصوصاً أن الصليب الأحمر الدولي لا ينفذ هذه المهمة".