شيّع الفلسطينيون في بيت لحم، الجمعة، جثمان الطفل الفلسطيني أمجد أبو سلطان (14 عاماً)، الذي استشهد يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي وظلّ جثمانه محتجزا في الثلاجات إلى أن تم تسليمه السبت الماضي لعائلته التي أجلت دفنه لليوم من أجل التشريح.
بعد مرور أكثر من شهر على استشهاده، تسلمت الأسرة جثمان ابنها وهو مغطى بالجليد، يوم السبت الماضي، غير أن والده رفض دفن جثمانه قبل تشريحه، وأرسله إلى معهد للتشريح بجامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، وتمت، أمس الخميس، عملية التشريح بعد ذوبان الثلج.
ويتم تجميد جثامين الشهداء في ثلاجات تصل درجة حرارتها لنحو 80 درجة مئوية تحت الصفر.
يقول والده أسامة أبو سلطان، لـ"العربي الجديد": "داخل معبر الجبعة، رافقني ضابطان لاستلام جثمان ابني، حينها تعرفت إليه رغم أنه كان مُجمّداً بالثلج، وأدركت أن أمه التي كانت تنتظر في الخارج لا يجب أن تراه جليداً، لن تتحمل قساوة المشهد، فأشرت لسائق الإسعاف بالإسراع، وبعد اجتيازنا لمسافة معينة لم نتمكن من منعها من رؤيته".
ويضيف: "حينما استلمنا جثمانه من معبر الجبعة، غرب بيت لحم، خرج الجميع لاستقباله، وهذا ليس غريباً، فالجانب الوطني لدى أمجد عال، فهو لم يترك مسيرة إلا وشارك فيها، ولم ينظم احتفال لأسير إلا وحضره، ولا تشييع لشهيد إلا وكان موجوداً فيه".
خلال تشييعه لم تترك والدته غادة أبو سلطان (46 عاماً)، رأس ابنها المسجّى بعلم فلسطين والورود أمامه، خلال نقله من مشفى بيت جالا الحكومي إلى مسجد عمر بن الخطاب ثم إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهيد حسين عبيات في بيت لحم، وكانت تحاول تظليله من الشمس، بينما يحيطها في المركبة التي تقلّه بعض إخوته وأقرانه متألمين بصمت.
وشاء القدر أن يشيّع أمجد إلى مثواه الأخير شهيداً في ذكرى إصابته بالرصاص من العام الماضي، خلال مواجهات مع الاحتلال في منطقة القبة، شمالي بيت لحم، ولم تتمكن شقيقته الكبرى ليان، وهي طالبة طب في سنتها الثانية في مصر وشقيقه جلال في سنته الأولى للطب في مصر أيضاً، من وداع شقيقهما، فقد غادرا قبل أسبوع واحد فقط من استشهاده، الشهر الماضي. ولأمجد شقيقان آخران، هما: إسماعيل، وهو طالب في كلية الفنون، وأحمد، وهو تلميذ في الصف الحادي عشر.
بعد أسبوعين من استشهاده
— محمد سعيد نشوان #غزة (@MohamdNashwan) November 21, 2021
هكذا قام الاحتلال بتسليم الشهيد أمجد أبو سلطان 14 عام إلى أهله مجمداً كلوح الثلج وقد تغيرت ملامحه
حسبنا الله ونعم الوكيل#مقابر_الأرقام pic.twitter.com/k7JOYIYm72
ورغم اعتزاز العائلة بأمجد وسيرته الطيبة كطفل حمل حبّ وطنه في كل أيام طفولته، لكن يبقى رحيله مؤلما وثقيلًا، خاصة على والدته غادة أبو سلطان، التي انهارت حينما جاءها خبر استشهاده، وتألمت حين رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسليم جثمانه، وانفطر قلبها حين عرفت أن ابنها في الثلاجات، وقد تسلمته قالب ثلج السبت الماضي.
خلال وداع الشهيد أمجد ابو سلطان في بيت لحم
— Rafat Darawsheh 🇵🇸 𓂆 (@rafatdarawsheh) November 26, 2021
تصوير : عبدالرحمن حسان#فلسطين pic.twitter.com/mluyqtZRQ5
يُذكر أن أمجد أبو سلطان استشهد ليلة 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقد كان برفقة صديقه الطفل محمد العروج، وتم استهدافه لفترة طويلة من قبل الاحتلال. ويؤكد والده لـ"العربي الجديد"، أن قتل أمجد كان مخططاً له عبر كمين في منطقة بئر عونة.
وتعرض والد الشهيد لتهديد من قبل أحد ضباط مخابرات الاحتلال بأن ينتبه لابنه إسماعيل الذي ربما يكون الرقم اثنين في قائمة التصفية!