وثّق فريق "منسقو استجابة سوريا" في بيان صدر عنه، اليوم الخميس، أضراراً في عشرات المخيمات بمناطق مختلفة شمال سورية.
وقال في بيانه أنّ عدد المخيمات المتضرّرة في اليوم الأول لهطول المطر بلغ 13 مخيماً، بينما أحصى الفريق أضراراً في 38 مخيماً، بينما عملية توثيق الأضرار الناجمة عن الهطولات المطرية، من قبل الفرق الميدانية التابعة لـ"منسقو استجابة سوريا" في المنطقة، ما زالت متواصلة.
وأضاف الفريق أنّ الفرق الميدانية التابعة له أجرت تقييماً أولياً لأبرز الاحتياجات الحالية، المطلوب تقديمها بشكل عاجل وفوري في المخيمات والتجمّعات المتضرّرة، في مناطق شمال
غربي سورية، والتي تُعتبر حلولا إسعافية فقط. وهي "تقديم العوازل المطرية والأرضية للمخيمات لمنع وصول الأمطار للخيم، العمل على تجفيف الأراضي ضمن المخيمات والتجمعات وسحب المياه بشكل فوري وطرحها في مجاري الأنهار والوديان وعدم ترقّب جفافها بشكل طبيعي، فضلاً عن إنشاء شبكتي صرف صحي ومطري في المخيمات المحتاجة والبدء بالمخيمات الأكثر تضرراً، كما التركيز بالدرجة الأولى على عمليات الصرف المطري".
وطالب الفريق أيضاً بإنشاء وحفر خنادق في محيط المخيمات بشكل عام، ومحيط كل خيمة بشكل خاص، لتوفير سدّ أوليّ يمتصّ الصدمة المائية الأولى الناجمة عن الفيضانات.
وتضرّرت مخيّمات النازحين القريبة من مدينة اعزاز، في الريف الشمالي لمحافظة حلب، حيث غمرت مياه الأمطار خيم النازحين، وقطعت الطرق بينها، إذ تحوّلت الطرق إلى طرق طينية موحلة. ولا يمكن للصهاريج التي تمدّ النازحين بمياه الشرب، العبور في هذه الطرق والوصول إلى النازحين. كما تضرّرت مخيمات النازحين، في محيط مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، جرّاء الهطولات المطرية.
الناشط الإعلامي، خضر العبيد، أوضح لـ"العربي الجديد" أنّه رغم النداءات التي أُطلقت في فصل الصيف لمساعدة النازحين على الاستعداد لفصل الشتاء، لم يكن هناك استجابة حقيقية لهذا الأمر، والنازحون اليوم في معظم المخيمات بريف إدلب، يعيشون المشهد نفسه، الذي يتكرّر في كل عام: خيم غارقة في المياه، ومخيمات مقطّعة الأوصال بلا طرقات، ومياه صرف صحي مختلطة بمياه الأمطار.
وأشار العبيد إلى أنّ هذا المشهد سيكون مألوفاً في فصل الشتاء، ما لم يكن هناك تدخل حقيقي لوضع حدّ لهذا الوضع المأساوي الذي يعيشه نازحو المخيمات.
في المقابل، أوضح مصدر محلّي من مدينة معرة النعمان لـ"العربي الجديد"، أنّ "نازحي المدينة انقسموا إلى قسمين، قسم توجّه للعيش في المدن والبلدات، والقسم الآخر قصد المخيّمات العشوائية، ومنها تجمّع مخيمات مشهد روحين، بالقرب من بلدة مشهد روحين، وبدأت معاناتهم مع أول هطول للأمطار، كونهم يحتاجون لخيم وعوازل مطرية، كما يحتاجون أيضاً لمواد تدفئة تقيهم البرد القارس في المنطقة".
ومع تكرر مشهد السيول التي تضرب مخيمات النازحين في مناطق شمالي سورية، قد تتكرّر مأساة العام الماضي، وهي الوفيات الناجمة عن موجات الصقيع التي حصدت أرواح أطفال نازحين ومهجّرين، نتيجة عدم وجود وسائل تدفئة أو عزل للحرارة لديهم، إذ وثّقت الفرق الإنسانية 9 حالات وفاة جرّاء البرد خلال شهر، ببداية عام 2020.