تظاهرات في أستراليا وأوروبا احتجاجاً على قيود كورونا وإلزامية اللقاح

24 يوليو 2021
تظاهرات رافضة لقيود كورونا في مدينة سيدني الأسترالية (Getty)
+ الخط -

تسود أجواء الترقب في العالم لتطورات المواجهة ضد فيروس كورونا التي عادت إلى الواجهة مع ظهور السلالات المتحورة، لا سيما دلتا، وذلك برغم حملات التلقيح الكبيرة والسريعة في العالم.

ومع اتجاه دول عديدة للعودة إلى تعزيز الإجراءات الصحية وقواعد الإغلاق، عادت التظاهرات الرافضة لهذه الإجراءات، التي يرزح العالم تحت وطأتها منذ أكثر من عام، والمطالبة برفعها وعودة الحياة الطبيعية.

وتظاهر الآلاف، السبت، في أستراليا احتجاجاً على التدابير الصحية لمكافحة كورونا. وشهدت سيدني صدامات بين عناصر في شرطة الخيالة ومتظاهرين رشقوهم بزجاجات وأوانٍ، إثر فرض الحجر المنزلي لشهر على سكان المدينة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة. كما نزل الآلاف إلى شوارع ملبورن بعد أن تجمعوا بعد الظهر أمام برلمان مقاطعة فيكتوريا.

وخالف المتظاهرون، الذين كانوا بدون كمامات في غالبيتهم، تدابير حظر التنقل غير الضروري وحظر التجمعات العامة، غداة إعلان السلطات احتمال إبقاء القيود حتى أكتوبر/تشرين الأول.

ورفعت لافتات كتب عليها "أستراليا استيقظي"، وهو شعار مماثل لشعارات رفعت في تظاهرات مماثلة في العالم.

وقال وزير الشرطة في نيو ساوث ويلز ديفيد إليوت لوسائل الإعلام بعد التظاهرة: "ما رأيناه اليوم في سيدني هو للأسف شيء شاهدناه في مدن أخرى ورفضناه". وتابع "واضح أن سيدني ليست محصنة ضد الأغبياء"، متوقعاً أن يؤدي التجمع إلى ارتفاع في الإصابات، وحض المشاركين على الخضوع لاختبارات لكشف الإصابة وعزل أنفسهم.

تظاهرات في فرنسا
وفي فرنسا، تظاهر الآلاف، السبت، لا سيما في باريس ومرسيليا، احتجاجاً على توسيع نطاق فرض الشهادة الصحية وفرض التلقيح الإلزامي لبعض المهن، من ضمنها الطواقم الطبية، وهو ثاني يوم من التعبئة حول شعارات مثل "من أجل الحرية" و"ضد الديكتاتورية الصحية".

وتسجل هذه الحركة في وقت يؤيد الفرنسيون بغالبيتهم القرار الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون، في 12 يوليو/تموز، بفرض إلزامية التلقيح للعاملين الصحيين وبعض المهن الأخرى، تحت طائلة فرض عقوبات.

من التظاهرات في باريس (آلان جوكارد/فرانس برس)

كما يحظى توسيع نطاق فرض الشهادة الصحية ليشمل معظم الأماكن العامة بتأييد غالبية الفرنسيين، بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه غداة إعلان هذا الإجراء.

بريطانيا

وفي العاصمة البريطانية لندن، فرقت الشرطة، السبت، تظاهرة تندد باللقاح والقيود الحكومية لمكافحة فيروس كورونا. وتجمع أعضاء بمجموعة "StandUpX" في ميدان ترافلغار، قبل أن يتوجهوا إلى مكتب رئيس الوزراء بلندن.

ورفع المشاركون لافتات ترفض اللقاح والحجر الصحي، وتندد بخطة الحكومة لفرض إلزامية اللقاح في بعض الأماكن. وألقى المتظاهرون كرات تنس وعبوات ومواد أخرى على مكتب رئيس الوزراء بوريس جونسون.

من التظاهرات في لندن (تايفون سالسي/الأناضول)

واشتبكت الشرطة مع بعض المتظاهرين الذين حاولوا اجتياز الحواجز، وأوقفت عدداً منهم. يشار إلى أن الشرطة أوقفت العشرات من أعضاء المجموعة ذاتها خلال تظاهرات مماثلة الأسبوع الماضي.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة البريطانية ألغت في 19 يوليو/تموز الجاري، جميع التدابير المفروضة لمكافحة كورونا. وأعلنت وزارة الصحة البريطانية تسجيل 36 ألفاً و389 إصابة و64 حالة وفاة بكورونا خلال آخر 24 ساعة.

... وفي إيطاليا

وتظاهر الآلاف في العديد من المدن الإيطالية، السبت، احتجاجاً على فرض الحكومة قيوداً على الأشخاص غير المطعمين ضد كوفيد، في محاولة من السلطات لكبح تزايد الاصابات بفيروس كورونا.

ومن نابولي في الجنوب إلى تورينو في الشمال، هتف المتظاهرون "حرية" و"تسقط الديكتاتورية" و"لا للشهادة الصحية" وهم يلوحون بالأعلام الوطنية، وامتنع معظمهم عن وضع كمامات.

وستكون الشهادة الصحية التي تعد امتداداً لشهادة كوفيد الرقمية للاتحاد الأوروبي إلزامية، اعتباراً من 6 أغسطس/آب، لدخول دور السينما والمتاحف وجميع الأماكن المغلقة من قاعات رياضة أو مطاعم. والشهادة دليل على أنّ الشخص إما تلقى اللقاح وإما خضع لاختبار كوفيد سالب مؤخراً أو تعافى من إصابة بفيروس كورونا. ومن المتوقع أن يطبق أصحاب الأعمال هذا الإجراء وإلا يواجهون غرامات كبيرة بموجب القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء هذا الأسبوع، في محاولة لمنع مزيد من الإغلاقات وحماية الاقتصاد الذي يتعافى ببطء.

يرفضون الشهادة الصحية (بييرو غروسياتي/الأناضول)

وستعيد الحكومة تقييم اقتراح بجعل الشهادة الصحية إلزامية لاستخدام القطارات أو الحافلات أو الطائرات في سبتمبر/أيلول.

ورفعت أمام كاتدرائية ميلانو لافتة كتب عليها "الأفضل أن نموت أحرارا على أن نعيش مثل العبيد"، بينما كتب على لافتة أخرى في وسط روما التاريخي "اللقاحات تحررك". وعلق المتظاهرون في جنوى شارات نجمة داود الصفراء على ملابسهم كإعلان عن عدم تلقيهم اللقاح. وتمت الدعوة للتظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي السبت في 80 مدينة على الأقل.

وأدى قرار فرض الشهادة الصحية في إيطاليا إلى زيادة كبيرة في حجز مواعيد للتلقيح، وصلت نسبتها في بعض المناطق الإيطالية الصغيرة إلى 200%، وفقاً لرئيس طوارئ كوفيد-19 في البلاد فرانشيسكو فيغلويولو.

وسجلت إيطاليا، إحدى أكثر الدول تضرراً بكوفيد في أوروبا، أكثر من خمسة آلاف إصابة جديدة بفيروس كورونا، السبت، وخمس وفيات.

الشرطة اليونانية تشتبك مع محتجين
وفي اليونان، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق متظاهرين احتشدوا في وسط أثينا، اليوم السبت، للاحتجاج على جعل التطعيم ضد كوفيد-19 إلزامياً.

وتجمع أكثر من أربعة آلاف شخص خارج البرلمان اليوناني للمرة الثالثة هذا الشهر، للتعبير عن رفضهم التطعيم الاجباري لبعض العمال مثل العاملين في الرعاية الصحية والتمريض.

وقال مسؤول بالشرطة، طلب عدم نشر اسمه، إنّ بعض المحتجين ألقوا قنابل حارقة، ما دفع الشرطة للرد باستخدام الغاز المسيل للدموع. وشاب العنف أيضاً تجمعاً نظمه المحتجون يوم الأربعاء.

وأظهرت استطلاعات رأي حديثة أنّ غالبية اليونانيين سيحصلون على اللقاح الواقي من كوفيد-19، الذي حصد أرواح 12890 شخصاً في اليونان منذ تفشي الوباء العام الماضي. وحصل 45% من السكان البالغ عددهم 11 مليون نسمة على التطعيم بالكامل.

تشديد القيود
وتشهد عدة دول أوروبية تشديداً للإجراءات الصحية لمواجهة تسارع الإصابات، حيث قررت ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، تشديد القيود على السفر إلى إسبانيا، بما في ذلك جزر البليار والكناري بسبب ارتفاع معدلات الإصابات فيها.

ومن جهتها، تفرض إسبانيا اعتباراً من 27 يوليو/تموز حجراً صحياً لمدة عشرة أيام على المسافرين الوافدين من الأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا وناميبيا، على ما أعلنت الحكومة السبت.

وتتزايد القيود الصحية في جميع أنحاء العالم بهدف الحد من تفشي المتحور "دلتا" من فيروس كورونا، ومن وطأته على المستشفيات، وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 4,1 ملايين شخص منذ ظهور الفيروس أواخر العام 2019.

(فرانس برس، رويترز، الأناضول)

المساهمون