عين الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أول عميد لجامع الجزائر، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها تعيين عميد منذ افتتاح الجامع في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وعُين الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني، رئيس مشيخة الطريقة القاسمية ورئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية، عميداً لجامع الجزائر مع منحه تصنيفاً إدارياً كإطار دولة برتبة وزير، وهذه هي المرة الأولى التي يعين فيها عميد لجامع الجزائر، واختار تبون شخصية تمثل المكون الرئيس للإسلام التقليدي المحلي في الجزائر.
وسيدير الشيخ القاسمي، وهو أحد أبرز المرجعيات الدينية في الجزائر، جامع الجزائر الأعظم، الذي وضع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة حجر أساسه عام 2011، قبالة البحر في منطقة المحمدية في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، على أنقاض كنيسة ومدرسة للآباء البيض بناها الكاردينال لافيجري، قائد التبشير المسيحي في الجزائر في القرن التاسع عشر، وسُميت المنطقة باسمه في عهد الاستعمار الفرنسي، لكن السلطات الجزائرية تعمّدت تسمية المنطقة بالمحمدية بعد الاستقلال، نسبة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لمحو الأثر المرتبط بالكولونيالية الفرنسية.
ويعدّ هذا الجامع، أكبر مسجد في الجزائر وأفريقيا، وثالث أكبر مسجد في العالم، بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة. وتعلوه أطول منارة في العالم، ويبلغ ارتفاعها 267 متراً، فيما يمتدّ الجامع على مساحة إجمالية تقدّر بأكثر من 27 هكتاراً.
ويضمّ هذا المعلم، ذو الطابع المعماري الإسلامي بخصوصية جزائرية، بالإضافة إلى المسجد وساحته الخارجية، فضاء استقبال، وقاعة للصلاة تتجاوز مساحتها هكتارين وتتّسع لـ 120 ألف مصلّ، وداراً للقرآن بقدرة استيعابية تقدّر بـ 300 مقعد تعليمي لما بعد التدرّج، ومركزاً ثقافياً إسلامياً.
ويضمّ جامع الجزائر 12 مبنى ومكتبة، تتّسع لألفي مقعد وتحتوي على مليون كتاب، وقاعة محاضرات، ومتحفا للفن والتاريخ الإسلامي، ومركزاً للبحث في تاريخ الجزائر. كما يحوي مركزاً ثقافياً يتّسع لثلاثة آلاف شخص، إضافة إلى قاعات ومقرّات إدارية، وموقف سيارات يتّسع لستة آلاف سيارة، على مستويين تحت الأرض.