انطلق العام الدراسي الجديد في جميع المدارس التركية بمراحلها الثلاث، الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ليعود نحو 19 مليون تلميذ، و1.2 مليون معلم إلى المدارس التي تواصل العمل أسبوعياً من الاثنين إلى الجمعة، باستثناء أيام العطلات الرسمية، والتوقف الطارئ لأسباب كالعواصف الشديدة أو الثلوج الكثيفة.
تشير الإحصائيات الرسمية المتداولة في وسائل الإعلام المحلية إلى أنّ أعداد العرب المقيمين في تركيا يبلغ حالياً نحو 7 ملايين نسمة، من بينهم نحو 3.5 ملايين سوري، والبقية من جنسيات أخرى، أبرزها العراقية والمصرية واليمنية والليبية والفلسطينية والمغربية والسودانية.
وبدأ عشرات آلاف التلاميذ العرب عامهم الدراسي مع زملائهم الأتراك، رغم بعض العوائق التي يأتي على رأسها إتقان اللغة التركية، والتي سرعان ما يتجاوزها الأطفال بإجادة اللغة عبر التعاطي مع أقرانهم. وإذا كان واقع الإقامة في تركيا اضطرارياً للكثير من المقيمين فيها منذ ثورات الربيع العربي، فقد أصبحت الهجرة لاحقاً خياراً للتلاميذ، بسبب جودة التعليم، وانخفاض تكاليفه، والأمر ينطبق على التعليم الجامعي أيضاً.
يستفيد معظم المقيمين العرب من التعليم المجاني في المدارس الحكومية التركية، والتي تستقبل جميع التلاميذ من دون قيود أو تكاليف، اعتماداً على مبدأ أنّ التعليم الأساسي حق إنساني لا يجوز حرمان أحد منه، وتمتاز المدارس الحكومية بالكفاءة وجودة التعليم والسمعة الطيبة. غير أنّ التعليم الخاص يجتذب أيضاً شريحة من العرب والأجانب، خصوصاً الراغبين في ارتياد المدارس الدولية، كما توجد بعض المدارس التي تقوم بتدريس المناهج العربية، مثل العراقية والليبية والسودانية، في حين تلجأ بعض الأسر العربية إلى التدريس المنزلي لمناهج التعليم في بلادها، ثم تلتحق بامتحانات تعقدها الملحقيات الثقافية سنوياً، ومنها الملحقية الثقافية المصرية.
يستغرق التعليم الإلزامي التركي 12 سنة دراسية، مقسمة بالتساوي على المراحل الثلاث؛ الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، وتتكون كلّ مرحلة من 4 سنوات، ولا تختلف المدارس عن بعضها في المرحلة الابتدائية، بينما تنقسم المدارس في المرحلة المتوسطة إلى نوعين؛ أولهما "مدارس الأناضول" وثانيهما "مدارس إمام وخطيب"، والأخيرة أنشئت في بادئ الأمر لتأهيل أئمة المساجد والخطباء، ثم توسعت أنشطتها، وهي تضيف إلى مناهجها بعض المواد الشرعية، فضلاً عن تعليم اللغة العربية، ولذلك يقبل عليها الكثير من العرب.
بعد نهاية المرحلة المتوسطة يعقد على مستوى الجمهورية التركية امتحان موحد لجميع التلاميذ لمدة يوم واحد، يسمى LGS، ووفق هذا الامتحان يقسم التلاميذ على المدارس الثانوية المختلفة حسب معدلاتهم.
وللمرحلة الثانوية أهمية كبيرة في نظام التعليم التركي؛ كونها تمثل مرحلة إعداد مهمة للتلميذ قبل الالتحاق بالجامعة، وتتعدد أنواع المدارس الثانوية، فتأتي "الثانويات العلمية" على رأس هذه المدارس التي تستقطب المتميزين في العلوم والرياضيات، وثانويات "العلوم الاجتماعية" التي تسعى لتأهيل التلاميذ المتفوقين في اللغة والآداب والعلوم الاجتماعية.
وتعد ثانويات "الأناضول" الأكثر انتشاراً في جميع أنحاء البلاد، والدراسة فيها متنوّعة على أربعة أقسام؛ هي الرياضيات والعلوم، واللغة التركية والعلوم الاجتماعية، واللغة التركية والرياضيات، واللغات الأجنبية، وتلي هذه المدارس ثانويات "إمام وخطيب" التي تشترك معها في التقسيم ذاته، مع إضافة اللغة العربية وبعض المواد الشرعية.
وهناك ثانويات الأناضول المهنية "المسلك"، والتي تؤهل التلميذ إلى الدخول المبكر لسوق العمل، كما تؤهل لدخول بعض الجامعات، وتوجد أيضاً "الثانويات الليلية" التي تقدم خدماتها لمَن تسربوا من التعليم لأي سبب، ويرغبون في استكمال مسيرتهم التعليمية، فضلاً عن ثانويات "التعليم المفتوح".
وبعد انتهاء المرحلة الثانوية يحتاج جميع الطلاب إلى اجتياز الامتحان المؤهل لدخول الجامعة عبر ما يسمى "المفاضلة"، ويعد امتحانا "يوس" YÖS و"سات" SAT من أبرز الامتحانات التي يحتاجها الطالب غير التركي للالتحاق بالجامعات التركية.