استمع إلى الملخص
- سكان الرقة يعانون من مشكلات مستمرة في المياه، حيث أكد محيي الدين العليان إصابته وأفراد أسرته بالكوليرا بسبب المياه الملوثة، مشيرًا إلى أن تلوث المياه هو السبب الرئيسي للمرض.
- سعيد عبد السلام أشار إلى تلوث نهر الفرات وغياب حملات تنظيف الأنهر، مما يزيد من معدلات التلوث ويهدد بعودة انتشار الملاريا والكوليرا في المنطقة.
يعد تلوث المياه سببًا رئيسيًّا في انتشار الأمراض في مدينة الرقة شمال سورية، التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية وتعتمد في الدرجة الأولى على نهر الفرات مصدرًا رئيسيًّا للمياه فيها. ومؤخرًا، ومع اعتماد الأهالي على مصادر مياه غير موثوقة، سُجلت إصابات بالكوليرا، إلا أن هذه الإصابات محدودة وقليلة الانتشار وفق ما بين الطبيب ممدوح فراس الفهد خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، مضيفًا: "لا نستطيع أن ننفي وجود الإصابات، لكن الانتشار قليل، ونريد أن تكون هناك وقاية أكثر لمنع الانتشار من دون إثارة المخاوف".
محيي الدين العليان (43 عامًا) من سكان الرقة، قال لـ"العربي الجديد" إنه أصيب سابقًا بالكوليرا بسبب المياه الملوثة، كما أصيب أفراد أسرته، موضحًا أنه عانى لفترة قبل الشفاء التام من المرض: "أعرف أن هناك أناسًا يصابون بين فترة وأخرى، لكن الحديث عن انتشار المرض لم يعد كما في السابق. حتى الآن نعاني مشكلات في المياه وهي السبب الرئيسي للمرض".
في المقابل، أوضح سعيد عبد السلام، مدرس، لـ"العربي الجديد" أنه سبق لمنظمات أممية أن أثبتت تلوث نهر الفرات ووجود البكتيريا المسببة لمرض الكوليرا فيه، مضيفًا: "تلوث المياه هو مشكلة حقيقية في منطقة شمال شرق سورية، سواء في أنهار الفرات وجغجغ والخابور. كما أن هناك غيابًا لحملات تنظيف الأنهر والمسطحات المائية مما يزيد من معدلات التلوث. ولا يستبعد في الوقت الحالي أن يعود الملاريا للانتشار في المنطقة، إلى جانب انتشار الكوليرا".
ولا يقتصر انتشار الأمراض فقط على مدينة الرقة، بل تُسجل أمراض ناجمة عن تلوث المياه في مدن الحسكة والقامشلي أيضًا. ويعزو معظم العاملين في قطاع الصحة في المنطقة ذلك إلى تلوث مصادر مياه الشرب أو مياه سقاية الخضروات، وعدم وجود تعقيم كافٍ نظرًا إلى غياب الرقابة وتضرر محطات المياه بسبب العمليات العسكرية أو عدم وجود الصيانة الدورية وفقدان مواد التعقيم، ما يدفع السكان إلى استخدام مياه مجهولة المصدر ونقلها عن طريق الصهاريج.
من جانبه، أشار موقع "أثر برس" الموالي للنظام، في تقرير له صدر أمس، إلى وجود حالات اشتباه بمرض الملاريا في الرقة، وذلك بسبب انتشار البعوض الحامل للطفيلي المسبب للمرض، وفق مصدر طبي، موضحًا أن العديد من الحالات المشتبه بها ظهرت عليها الأعراض، مضيفًا أنه لا يمكن التأكد بسبب ضعف المخابر الطبية وقلة وسائل مكافحة الحشرات.
وسبق لحكومة النظام السوري أن أعلنت تفشي وباء الكوليرا في سورية منذ 10 سبتمبر/أيلول 2022. وأعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، عن قلقه بشكل خاص من أنباء تفشي وباء الكوليرا في شمال سورية، في إحاطة لدى مجلس الأمن بعد إعلان تفشي المرض، مشيرًا إلى أن "تفشي المرض مؤشر على النقص الحاد في المياه في جميع أنحاء سورية الناتج عن انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات، والظروف الشبيهة بالجفاف، ومدى تدمير البنى التحتية للمياه".